التي ليست هي بمرض
، وإنّما هي ظاهرة من ظواهر القوى المحاربة للدفاع ، وإذا اصيب شخص بذات الرئة
مثلا ولم ترتفع حرارة جسمه من الحمى بالنسبة المطلوبة يتشاءم الأطباء من عواقب
المرض لقلّة الدفاع أو عدمه ، وفي علم المناعة الطبيعية الموجودة في الإنسان تؤيّد
هذا القول تأييدا فنّيا لا مناقشة فيه ، وتقتصر مهمّة الطبيب في اتّباع طرق
المعالجة التي ترشده عليه الطبيعة ، وعليه أن يتّبع ذلك الإرشاد ، ويعزو النقص
الحاصل بما توصّل إليه العلم الحديث عن بصيرة كاستعمال مواد ( السلفا والبنسلين )
التي تشلّ حركة المكروبات وتضعّفها عن النمو والتكاثر فيصبح حينئذ في استطاعة
الجسم اكتساحها : « وداؤك
منك وما تشعر ».
لقد فرضت المشيئة
وقوانينها الطبيعية لصيانة الجسم من الخلل من قواه إلى حدّه المحدود ، وهيّأت له
أسبابا للبقاء من طرق المعيشة والانتعاش من مواهب الطبيعة في جميع أنحاء المعمورة
، وحسبما يلائم كلّ محيط منها بحكم الطبيعة التي يجب على الإنسان أن يشعر فيها
ويتبعها كما أرشد فيها هذا الكلام ، وأرشد إلى وجود المدارك والحواس التي ترشد
الإنسان إلى ما يتطلّبه هذا الجسم من تلك المواهب فعليه أن يتطلّع الشعور بها
ويتبعها لصيانة الجسم من العلل ؛ لأنّ الطبيعة تجعله يدرك في احتياجه إلى الهواء
الطلق وأشعة الشمس والمواد الغذائية الرئيسية بكمياتها وأنواعها التي تؤمّن نموّ
ذلك الجسم ، والمحافظة على كيانه المطلوب ، ويشعر بحدود ما يتحمّله الجسم من
الأتعاب وما يتطلّبه من الراحة والنوم ، وما هو المفروض من ضرورة التجنّب عن الأغذية
المصطنعة من تصرفات الإنسان على خلاف مقتضيات الطبيعة أو الغريبة عن طبيعة ذلك
المحيط الذي يعيش فيه ، فإذا قصر عن تطبيق هذه الواجبات أو أسرف فيها جهلا أو قهرا
أو اختيارا فيكون دائه منه بطبيعة الحال كما جاء في هذا الكلام :
أتحسب أنّك جرم
صغير
|
|
وفيك انطوى
العالم الأكبر
|