الفتن بعد وفاته
وأحاط الإمام عليهالسلام أصحابه بما يحدث بعد وفاته من الفتن
والخطوب ، قال عليهالسلام
:
« وإنّه سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس فيه شيء
أخفي من الحقّ ، ولا أظهر من الباطل ، ولا أكثر من الكذب على الله ورسوله ؛ وليس
عند أهل ذلك الزّمان سلعة أبور من الكتاب إذا تلي حقّ تلاوته ، ولا أنفق منه إذا حرّف عن مواضعه ؛ ولا في البلاد شيء
أنكر من المعروف ، ولا أعرف من المنكر! فقد نبذ الكتاب حملته ، وتناساه حفظته ؛ فالكتاب
يومئذ وأهله طريدان منفيّان ، وصاحبان مصطحبان في طريق واحد لا يؤويهما مؤو.
فالكتاب
وأهله ـ وهم أهل البيت ـ في ذلك الزّمان في
النّاس وليسا فيهم ، ومعهم وليسا معهم! لأنّ الضّلالة لا توافق الهدى ، وإن
اجتمعا.
فاجتمع
القوم على الفرقة ، وافترقوا عن الجماعة ، كأنّهم أئمّة الكتاب وليس الكتاب إمامهم
، فلم يبق عندهم منه إلاّ اسمه ، ولا يعرفون إلاّ خطّه وزبره .
ومن قبل ما مثّلوا بالصّالحين كلّ مثلة ، وسمّوا
__________________