(لَقَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ) أي لم يخف عليه وأنه أعد له كفاءة من العقاب.
(سَنَكْتُبُ ما قالُوا) أي سنحفظه ونثبته فى علمنا كما يثبت المكتوب.
(وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِياءَ) كما لن يفوتنا قتلهم الأنبياء ، وجعل قتلهم الأنبياء قرينة له إيذانا بأنهما فى العظم أخوان.
(وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ) أي وننتقم منهم بأن نقول لهم يوم القيامة ذوقوا عذاب الحريق.
١٨٢ ـ (ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) :
(ذلِكَ) إشارة إلى ما تقدم من عقابهم.
(بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ) وذكر الأيدى لأن أكثر الأعمال تزاول بهن ، فجعل كل عمل كالواقع بالأيدى على سبيل التغليب.
(وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) أي إنه عادل عليهم ، ومن العدل أن يعاقب المسيء منهم ويثيب المحسن.
١٨٣ ـ (الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ عَهِدَ إِلَيْنا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنا بِقُرْبانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّناتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) :
(عَهِدَ إِلَيْنا) أمرنا فى التوراة وأوصانا بأن لا نؤمن لرسول حتى يأتينا بهذه الآية الخاصة ، وهو أن يرينا قربانا تنزل نار من السماء فتأكله ، وكانت تلك معجزة أنبياء بنى إسرائيل ، وهذه وسائر الآيات سواء.
(قُلْ قَدْ جاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّناتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ) أي إن أنبياءهم جاءوهم بالبينات الكثيرة التي أوجبت عليهم التصديق وجاءوهم أيضا بهذه الآية التي اقترحوها.
(فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) أي فلم قتلوهم إن كانوا صادقين ، أي أن الإيمان يلزمهم بإتيانها.