ثم يضيف سبحانه : (الْمُتَكَبّرُ).
«المتكبّر : من مادة تكبّر وجاءت بمعنيين :
الأوّل : إستعملت صفة المدح ، وقد اطلقت على لفظ الجلالة ، وهو إتّصافه بالعلو والعظمة والسمات الحسنة بصورة عامة.
والثاني : استعملت صفة الذم وهو ما يوصف به غير الله عزوجل.
ولأنّ العظمة وصفات العلو والعزة لا تكون لائقة لغير مقام الله سبحانه ، لذا استعمل هذا المصطلح هنا بمعناه الإيجابي حول الله سبحانه ، وكلّما إستعمل لغير الله أعطى معنى الذم.
وفي نهاية الآية يؤكّد مرّة اخرى مسألة التوحيد التي كان الحديث حولها ابتداءً حيث يقول تعالى : (سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ).
وفي آخر آية مورد البحث يشير سبحانه إلى ستّ صفات اخرى حيث يقول تعالى :
(هُوَ اللهُ الْخَالِقُ).
(الْبَارِئُ).
(الْمُصَوّرُ).
ولأنّ صفات الله لا تنحصر فقط بالتي ذكرت في هذه الآية فإنّه سبحانه يشير إلى صفة أساسية لذاته المقدسة اللامتناهية ، حيث يقول عزوجل : (لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى).
ولهذا السبب فإنّه سبحانه منزّه ومبرّأ من كل عيب ونقص : (يُسَبّحُ لَهُ مَا فِى السَّموَاتِ وَالْأَرْضِ). ويعتبرونه تامّاً وكاملاً من كل نقص وعيب.
وأخيراً ـ للتأكيد الأكثر على موضوع نظام الخلقة ـ يشير سبحانه إلى وصفين آخرين من صفاته المقدسة ، التي ذكر أحدهما في السابق بقوله تعالى : (وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
الاولى دليل كمال قدرته على كل شيء ، وغلبته على كل قوّة.
والثانية إشارة إلى علمه وإطّلاعه ومعرفته ببرامج الخلق وتنظيم الوجود وتدبير الحياة.
إنّ مجموع ما ورد في الآيات الثلاث بالإضافة إلى مسألة التوحيد التي تكرّرت مرّتين ، فإنّ مجموع الصفات المقدسة لله سبحانه تكون سبع عشرة صفة مرتبة بهذا الشكل : ١ ـ عالم الغيب والشهادة ، ٢ ـ الرحمن ، ٣ ـ الرحيم ، ٤ ـ الملك ، ٥ ـ القدوس ، ٦ ـ السلام ، ٧ ـ المؤمن ، ٨ ـ المهيمن ، ٩ ـ العزيز ، ١٠ ـ الجبار ، ١١ ـ المتكبر ، ١٢ ـ الخالق ، ١٣ ـ الباريء ، ١٤ ـ المصور ، ١٥ ـ الحكيم ، ١٦ ـ له الأسماء الحسنى ، ١٧ ـ الموجود الذي تسبّح له كل موجودات العالم.