الحجاب ، فشواهدها ظاهرة في المجتمع الغربي ، واضحة بدرجة لا تحتاج إلى بيان.
٤ ـ قضية «ابتذال المرأة» وسقوط شخصيتها في المجتمع الغربي ذات أهمية كبيرة فعندما يرغب المجتمع في تعري المرأة ، فمن الطبيعي أن يتبعه طلبها لادوات التجميل والتظاهر الفاضح والإنحدار السلوكي ، وتسقط شخصية المرأة في مجتمع يركز على جاذبيتها الجنسية ، ليجعلها وسيلةً إعلامية يُروّج بها لبيع سلعة أو لكسب سائح.
وهذا السقوط يفقدها كل قيمتها الإنسانية ، إذ يصبح شبابها وجمالها وكأنّه المصدر الوحيد لفخرها وشرفها ، حتى لا يبقى لها من إنسانيتها سوى أنّها أداةٌ لإشباع شهوات الآخرين ، الوحوش الكاسرة في صور البشر.
كيف يمكن للمرأة في هذا المجتمع أن تبرز علمياً وتسمو أخلاقياً؟!
(وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (٣٢) وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣٣) وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلاً مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ) (٣٤)
الترغيب في زواج يسير التكاليف : طرحت هذه الآية ـ منذ بدايتها حتى الآن ـ سبلاً أمينة متعددة للحيلولة دون الإنحطاط الخلقي والفساد إلى عالم أرحب من الطهر والاستقامة ، ويحول دون تقهقرها أو انحدارها في مهاوي الرذيلة ، وقد أشارت الآيات ـ موضع البحث ـ إلى أهم طرق مكافحة الفحشاء ، ألا وهو الزواج اليسير الذي يتمّ بعيداً عن أجواء الرياء والبذخ ، لأنّ إشباع الغرائز بشكل سليم وشرعي خير سبيل لاقتلاع جذور الذنوب. لهذا تقول بداية الآية موضع البحث : (وَأَنْكِحُوا الْأَيمَى مِنكُمْ وَالصلِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ). «الأيامى» : جمع «أيّم» على وزن «قيّم» وتعني في الأصل المرأة التي لا