مختلفة على أنّها أسباب السعادة ، أو أسباب الشقاء ... بحيث يتعرف الإنسان خلال مطالعتها على طريقة التفكير الإسلامي في هذه المسألة المهمّة ، وسيقفُ على الواقعيات العينية وأسباب السعادة الحقيقية.
في كتاب الخصال عن الإمام الصادق عليهالسلام عن جدّه أميرالمؤمنين علي عليهالسلام أنّه قال : «حقيقة السعادة أن يختم للرجل عمله بالسعادة ، وحقيقة الشقاوة أن يختم للمرء عمله بالشقاوة».
ويقول نبي الخاتم صلىاللهعليهوآله أيضاً : «أربع من السعادة وأربع من الشقاوة ، فالأربع التي من السعادة : المرأة الصالحة ، والمسكن الواسع ، والجار الصالح ، والمركب البهيّ. والأربع التي من الشقاوة : الجار السوء ، والمرأة السوء ، والمسكن الضيق ، والمركب السوء» (١).
وإذا لاحظنا أسباب السعادة والشقاوة في الأحاديث المتقدمة وحقيقتهما وأثرهما البالغ في حياة البشر ، وقارنّاهما مع الأسباب والمسائل الخرافية التي يعتقد بها جمع كثير ـ حتى في عصرنا ـ لوصلنا إلى هذا الواقع الذي يؤكّد أنّ التعاليم الإسلامية منطقية ومدروسة إلى أقصى حد.
(فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هؤُلَاءِ مَا يَعْبُدُونَ إِلَّا كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ (١٠٩) وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْ لَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (١١٠) وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (١١١) فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (١١٢)
الاستقامة والثبات : هذه الآيات بمثابة تسلية لخاطر النبي صلىاللهعليهوآله كما أنّها نازلة لبيان وظيفته ومسؤوليته ، وفي الواقع إنّ من أهم النتائج التي يُتوصل إليها من القصص السابقة للُامم الماضية هي أن لا يكترث النبي ومن معه من أتباعه المؤمنون حقاً من كثرة الأعداء ، ولا يخافوا منهم ، ولا يشكّوا أو يتردّدوا في هزيمة عبدة الأصنام والظالمين الذي يقفون بوجوههم ، وأن يواصلوا طريقهم ويعتمدوا على الله واثقين به. لذلك يقول القرآن الكريم في
__________________
(١) بحار الأنوار ٧٣ / ١٥٤ / ٣٤.