وإنّ
قادما يقدم بالفوز أو الشّقوة لمستحقّ لأفضل العدّة. فتزوّدوا في الدّنيا من
الدّنيا ، ما تحرزون به أنفسكم غدا ، فاتّقى عبد ربّه ، نصح نفسه ، وقدّم توبته ،
وغلب شهوته ، فإنّ أجله مستور عنه ، وأمله خادع له ، والشّيطان موكّل به ، يزيّن
له المعصية ليركبها ، ويمنّيه التّوبة ليسوّفها ، إذا هجمت منيّته
عليه ، أغفل ما يكون عنها.
فيا
لها حسرة على كلّ ذي غفلة أن يكون عمره عليه حجّة ، وأن تؤدّيه أيّامه إلى الشّقوة
،! نسأل الله سبحانه أن يجعلنا وإيّاكم ممّن لا تبطره نعمة ، ولا تقصّر به
عن طاعة ربّه غاية ، ولا تحلّ به بعد الموت ندامة ولا كآبة » .
وأنت ترى في هذه
الكلمات من صنوف الوعظ والإرشاد ما لا نجده في كلام أي واعظ ، فقد حفلت بالدعوة
إلى الإسراع إلى طاعة الله ، والاجتناب عن معاصيه والتبصّر بما يواجهه الإنسان في
قبره من السؤال عن أعماله في دار الدنيا ، فإن كانت حسنة لاقى مصيره المشرق ، وإن
كانت سيّئة عادت عليه بالعذاب والشقاء.
صفة الدنيا
وصف الإمام عليهالسلام الدنيا وصفا
رائعا ودقيقا ، قال عليهالسلام :
ما
أصف من دار أوّلها عناء! وآخرها فناء! في حلالها حساب ،
__________________