الشّفاء
، وتستوصف لهم الأطبّاء ، غداة لا يغني عنهم دواؤك ، ولا يجدي عليهم بكاؤك.
لم
ينفع أحدهم إشفاقك ، ولم تسعف فيه بطلبتك ، ولم تدفع عنه بقوّتك! وقد مثّلت لك به
الدّنيا نفسك ، وبمصرعه
مصرعك.
إنّ
الدّنيا دار صدق لمن صدقها ، ودار عافية لمن فهم عنها ، ودار غنى لمن تزوّد منها ،
ودار موعظة لمن اتّعظ بها مسجد أحبّاء الله ، ومصلّى ملائكة الله ، ومهبط وحي الله
، ومتجر أولياء الله.
اكتسبوا
فيها الرّحمة ، وربحوا فيها الجنّة. فمن ذا يذمّها وقد آذنت ببينها ،
ونادت بفراقها ، ونعت نفسها وأهلها ؛ فمثّلت لهم ببلائها البلاء ، وشوّقتهم
بسرورها إلى السّرور؟! راحت بعافية ، وابتكرت بفجيعة ، ترغيبا وترهيبا ، وتخويفا
وتحذيرا ، فذمّها رجال غداة النّدامة ،
وحمدها آخرون يوم القيامة.
ذكّرتهم
الدّنيا فتذكّروا ، وحدّثتهم فصدّقوا ، ووعظتهم فاتّعظوا ... » .
تحدّث الإمام عليهالسلام عن الدنيا وأنّها
دار زوال وفناء ، فالمغرور من غرّته ، والشقيّ من فتن بها ، والسعيد من خشي ربّه ،
وعمل صالحا واهتدى فإنّها تكون دار تجارة وربح له.
__________________