وإيّاك
أن تجمح بك مطيّة اللّجاج. احمل نفسك من أخيك عند صرمه
على الصّلة ، وعند صدوده على اللّطف والمقاربة ، وعند جموده على البذل ، وعند
تباعده على الدّنوّ ، وعند شدّته على اللّين ، وعند جرمه على العذر ، حتّى كأنّك
له عبد ، وكأنّه ذو نعمة عليك ، وإيّاك أن تضع ذلك في غير موضعه ، أو أن تفعله
بغير أهله.
لا
تتّخذنّ عدوّ صديقك صديقا فتعادي صديقك ، وامحض أخاك النّصيحة ، حسنة كانت أو
قبيحة ، وتجرّع الغيظ فإنّي لم أر جرعة أحلى منها عاقبة ، ولا ألذّ مغبّة .
ولن
لمن غالظك ، فإنّه يوشك أن يلين لك ، وخذ على عدوّك بالفضل فإنّه أحلى الظّفرين .
وإن أردت قطيعة أخيك فاستبق له من نفسك بقيّة يرجع إليها إن بدا له ذلك يوما ما.
ومن ظنّ بك خيرا فصدّق ظنّه ، ولا تضيعنّ حقّ أخيك اتّكالا على ما بينك وبينه ،
فإنّه ليس لك بأخ من أضعت حقّه. ولا يكن أهلك أشقى الخلق بك ، ولا ترغبنّ فيمن زهد
عنك ، ولا يكوننّ أخوك أقوى على قطيعتك منك على صلته ، ولا تكوننّ على الإساءة
أقوى منك على الإحسان.
ولا
يكبرنّ عليك ظلم من ظلمك ، فإنّه يسعى في مضرّته ونفعك ، وليس جزاء من سرّك أن تسوءه
...
وضع الإمام الحكيم
مناهج الاجتماع وقواعد الصداقة وما تستلزمه من
__________________