قائمة الکتاب
1 ـ سورة الفاتحة
٧
إعدادات
مختصر الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل [ ج ١ ]
مختصر الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل [ ج ١ ]
المؤلف :آية الله ناصر مكارم الشيرازي
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :مدرسة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام
الصفحات :575
تحمیل
على الصراط المستقيم. ثانياً : إنّ الهداية هي السير على طريق التكامل ، حيث يقطع فيه الإنسان تدريجياً مراحل النقصان ليصل إلى المراحل العليا.
وممّا تقدم نفهم سبب تضرع حتى الأنبياء والأئمة عليهمالسلام لله تعالى ليهديهم (الصّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) فالكمال المطلق لله تعالى ، وجميع ما سواه يسيرون على طريق التكامل ، فما الغرابة في أن يطلب المعصومون من ربّهم درجات عليا.
ولمزيد من التوضيح نذكر الحديث التالى :
في معاني الأخبار عن الإمام جعفر بن محمّد الصّادق عليهالسلام قال في تفسير (إِهْدِنَا الصّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) : «يعني أرشدنا للزوم الطّريق المؤدّي إلى محبّتك ، والمبلّغ إلى جنّتك ، والمانع من أن نتّبع أهواءنا فنعطب ، أو أن نأخذ بآرائنا فنهلك».
ما هو الصراط المستقيم؟ هذا الصراط كما يبدو من تفحص آيات الذكر الحكيم هو دين التوحيد والالتزام بأوامر الله ، ولكنه ورد في القرآن بتعابير مختلفة.
فهو الدين القيّم ونهج إبراهيم عليهالسلام ونفي كل أشكال الشرك كما جاء في الآية (١٦١) من سورة الأنعام : (قُلْ إِنَّنِى هَدَينِى رَبّى إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ). فهذه الآية الشريفة عرّفت الصراط المستقيم من ناحية ايديولوجية.
إنّ «الراغب» يقول في مفرداته في معنى الصراط : إنّه الطريق المستقيم ، فكلمة الصراط تتضمن معنى الاستقامة ووصفه بالمستقيم كذلك تأكيد على هذه الصفة.
(صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ) (٧)
خطّان منحرفان : إنّ هذه الآية تفسير واضح للصراط المستقيم المذكور في الآية السابقة ، إنّه صراط المشمولين بأنواع النعم (مثل نعمة الهداية ، ونعمة التوفيق ، ونعمة القيادة الصالحة ، ونعمة العلم والعمل والجهاد والشهادة) لا المشمولين بالغضب الإلهي بسبب سوء فعالهم وزيغ قلوبهم ، ولا الضائعين التائهين عن جادة الحق والهدى.
بحثان
١ ـ من هم (الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) الذين أنعم الله عليهم ، تبيّنهم الآية (٦٩) من سورة النساء إذ يقول : (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيّينَ وَالصّدّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقًا).