المسمى ، ولا حجة فيه كما سبق ، ومعناه يا أيها الشخص المسمى يحيى ونحوه.
(قالَ كَذلِكَ قالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً) (٩) [مريم : ٩] يحتج به من رأى المعدوم ليس بشيء ؛ لأنه أخبر أن زكريا قبل وجوده لم يك شيئا ، وهو حينئذ معدوم ، فلو كان المعدوم شيئا لما صح هذا الخبر ، وأجاب المعتزلة : بأن معناه لم تك شيئا مذكورا ، كما صرح به في موضع آخر ، فالمنفي هو المذكورية لا الشيئية ، وبعض المعتزلة لم يقتصر على أن المعدوم شيء ، بل زعم أنه ذات وجوهر وعرض ، وكأنهم زعموا ذلك من قبل أن صدور الموجودات عن عدم محض لا يعقل ، فأثبتوا في العدم شيئا يكون مادة للموجودات ، وتخيلوا أن المعدومات في بحر العدم كالجواهر في قعر البحر متقررة في ذواتها ، وإن غابت عن الحس ، وهي نزعة فلسفية تلقوها عن الفلاسفة في إثباتهم قدم الهيولي وهى المادة الإمكانية ، ولو كان المعدوم شيئا لكان الموجود لا شيء ، أو لاستوى الموجود والمعدوم في الشيئية وإنه محال.
(قالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً) [مريم : ١٠] أي : على وجود الولد (قالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيالٍ سَوِيًّا) (١٠) [مريم : ١٠] هذه علامة عدمية ، وهي نفي الكلام على أمر وجودي ، وهو وجود الولد ، فيحتج به على جعل علة الحكم الشرعي أمرا عدميا على الأصح فيه ؛ لأن علل الشرع أمارات ومعرفات لا موجبات ومؤثرات.
(فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجاباً فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا) (١٧) [مريم : ١٧] قيل هو جبريل ، وقيل : روح القدس الذي أيد به عيسى ، دخل بطنها فتكون منه المسيح ، وبذلك ضلت النصارى حيث اشتبه عليهم / [٢٨٣ / ل] الملك بالإله ، وإضافة الروح إلى الله ـ عزوجل ـ إضافة تشريف كما سبق.
(فَأَشارَتْ إِلَيْهِ قالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا) (٢٩) [مريم : ٢٩] العادة اطردت بأن مثل هذا لا يتكلم (قالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا) (٣٠) [مريم : ٣٠] اعتراف بالعبودية خلافا للنصارى ، وربما موهوا بأنه عبد بناسوته دون لاهوته كما سبق من قولهم وهو تمحل.
(وَجَعَلَنِي نَبِيًّا) (٣٠) [مريم : ٣٠] رد على اليهود حيث أنكروا نبوته.
(وَبَرًّا بِوالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا) (٣٢) [مريم : ٣٢] ولم يقل بوالدي كما