فضلة ، وخبرا عمدة ، وهذا الثاني أولى ، وهو يقوي ما ذكرنا ، والبحث هنا
طويل ، وهذا منه كاف إن شاء الله ـ عزوجل.
(مِنْهُ آياتٌ
مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ) [آل عمران : ٧] عام مطرد في المتشابه وغيره ، وهو تسليم يقتضي ما قررناه [في
التي قبلها].
(رَبَّنا لا تُزِغْ
قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ
أَنْتَ الْوَهَّابُ) (٨) [آل عمران : ٨] يقتضي أن إزاغة القلوب وهدايتها من فعله ـ عزوجل ـ ومنسوب إليه ، خلافا للمعتزلة ، وحملوا الآية على منع
[الألطاف] ، وقد عرف ما فيه.
(رَبَّنا إِنَّكَ
جامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ) (٩)
[آل عمران : ٩]
عام مطرد.
(إِنَّ الَّذِينَ
كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللهِ
شَيْئاً وَأُولئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ) (١٠) [آل عمران : ١٠] عام مطردا].
(كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ
وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَأَخَذَهُمُ اللهُ
بِذُنُوبِهِمْ وَاللهُ شَدِيدُ الْعِقابِ) (١١) [آل عمران : ١١] عام أريد به الخاص ، وهو الآيات الظاهرة على يد موسى
، ويحتمل أنه عام مطرد ، لأن آيات الأنبياء متفقة الدلالة على التوحيد والإيمان
فتكذيب بعضها كتكذيب جميعها فلما كذبوا بآيات موسى ، صاروا كأنهم كذبوا آيات جميع
الأنبياء بل وآيات الله ـ عزوجل ـ جميعها لو ظهرت إلى الوجود ، وشبيه بهذا قوله ـ عزوجل ـ : (وَتِلْكَ عادٌ
جَحَدُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ
جَبَّارٍ عَنِيدٍ) (٥٩) [هود : ٥٩].
(كَدَأْبِ آلِ
فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَأَخَذَهُمُ اللهُ
بِذُنُوبِهِمْ وَاللهُ شَدِيدُ الْعِقابِ) (١١) [آل عمران : ١١] الذنوب سبب الأخذ عند الجمهور ، وعلة له عند المعتزلة
/ [٣٥ / ب / م] وقد سبق أصل هذا وتقريره.
(قُلْ لِلَّذِينَ
كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهادُ) (١٢) [آل عمران : ١٢] هو إما لمعهودين أو عام أريد به الخاص ، وهو من علم
أن سيموت كافرا إذ قد أسلم بعد نزول هذه الآية كفار كثيرون فصاروا غالبين ، ووجب
لهم الجنة.