[٢٤ ـ ٢٦]
(لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا شَراباً (٢٤) إِلاَّ حَمِيماً وَغَسَّاقاً
(٢٥) جَزاءً وِفاقاً (٢٦))
(لا يَذُوقُونَ فِيها
بَرْداً)
روحا وراحة من أثر
اليقين (وَلا شَراباً)
من ذوق المحبة
ولذتها (إِلَّا حَمِيماً)
من أثر الجهل
المركب (وَغَسَّاقاً)
من ظلمة هيئات
محبة الجواهر الفاسقة والميل إليها (جَزاءً)
موافقا لما
ارتكبوه من الأعمال وقدموه من العقائد والأخلاق.
[٢٧ ـ ٢٨]
(إِنَّهُمْ كانُوا لا يَرْجُونَ حِساباً (٢٧) وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً
(٢٨))
(إِنَّهُمْ كانُوا لا
يَرْجُونَ حِساباً)
أي : ذلك العذاب
لأنهم كانوا موصوفين بهذه الرذائل من عدم توقع المكافآت والتكذيب بالآيات والصفات
أي : لفساد العمل والعلم فلم يعملوا صالحا رجاء الجزاء ولم يعلموا علما فيصدقوا
بالآيات.
[٢٩]
(وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ كِتاباً (٢٩))
(وَكُلَّ شَيْءٍ)
من صور أعمالهم
وهيئات عقائدهم ضبطناه ضبطا بالكتابة عليهم في صحائف نفوسهم وصحائف النفوس
السماوية.
[٣٠]
(فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذاباً (٣٠))
(فَذُوقُوا فَلَنْ
نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذاباً)
أي : بسببها ذوقوا
عذابا يوازيها لا مزيد عليه فإنها بعينها معذبة لكم دون ما عداها. والمعنى : فذوقوا
عذابها فإننا لن نزيدكم عليها شيئا إلا التعذيب بها الذي ذهلتم عنه.
[٣١ ـ ٣٦]
(إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً (٣١) حَدائِقَ وَأَعْناباً (٣٢) وَكَواعِبَ
أَتْراباً (٣٣) وَكَأْساً دِهاقاً (٣٤) لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا
كِذَّاباً (٣٥))
(جَزاءً مِنْ رَبِّكَ
عَطاءً حِساباً (٣٦) إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ)
المقابلين للطاغين
المتعدّين في أفعالهم حدّ العدالة مما عينه الشرع والعقل وهم المتزكون عن الرذائل
وهيئات السوء من الأفعال (مَفازاً)
فوزا ونجاة من
النار التي هي مئاب الطاغين (حَدائِقَ)
من جنان الأخلاق (وَأَعْناباً)
من ثمرات الأفعال
وهيئاتها (وَكَواعِبَ)
من صور آثار
الأسماء في جنة الأفعال (أَتْراباً)
متساوية في الرتب (وَكَأْساً)
من لذّة محبة
الآثار مترعة ممزوجة بالزنجبيل والكافور لأن أهل جنة الآثار والأفعال لا مطمح لهم
إلى ما وراءها فهم محجوبون بالآثار عن المؤثر وبالعطاء عن المعطي (عَطاءً حِساباً)
كافيا إلى ما
وراءها فهم محجوبون بالآثار عن المؤثر وبالعطاء عن المعطي (عَطاءً حِساباً)
كافيا يكفيهم بحسب
هممهم ومطامح أبصارهم لأنهم لقصور استعداداتهم لا يشتاقون إلى ما وراء ذلك فلا شيء
ألذّ لهم بحسب أذواقهم مما هم فيه.
[٣٧]
(رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا الرَّحْمنِ لا يَمْلِكُونَ
مِنْهُ خِطاباً (٣٧))
(رَبِّ السَّماواتِ
وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا الرَّحْمنِ)
أي : ربّهم المعطي
إياهم ذلك العطاء هو