قائمة الکتاب
23 ـ بصيرة فى هود
٣٥٣
إعدادات
بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز [ ج ٥ ]
بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز [ ج ٥ ]
تحمیل
ثم صار بعد نسخ شريعتهم لازما لهم وإن لم يكن فيه معنى المدح ، كما أنّ النّصارى فى الأصل من قولهم : (نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ)(١) ثمّ صار لازما لهم بعد نسخ شريعتهم.
وهاد فلان : تحرّى طريقة اليهود فى الدّين ، قال الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا)(٢) ، وقوله تعالى : (وَقالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً)(٣) أى اليهود. قال الفرّاء ، حذفت الياء الزائدة ، ورجع إلى الفعل من (٤) اليهوديّة. وقال الأخفش الهود : جمع هائد مثل عائد وعود. وكذا قوله تعالى : (أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطَ كانُوا هُوداً)(٥).
والهوادة : الصّلح ، والمحاباة ، والرّخصة (٦) ، والحرمة.
والتّهويد : المشى الرّويد مثل الدّبيب ؛ والسّكون فى المنطق ؛ والنّوم ؛ وأن يصير الإنسان يهوديّا ، وفى الحديث : «كلّ مولود يولد على الفطرة فأبواه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه» (٧).
والتّهوّد : التّوبة والعمل الصّالح. وتهوّد فى مشيته : مشى مشيا رفيقا تشبّها باليهود فى حركتهم عند القراءة. وتهوّد أيضا : صار يهوديّا ، وهذا يعدّ من الأضداد (٨).
__________________
(١) الآيتان ٥٢ سورة آل عمران ، ١٤ سورة الصف. وفى المفردات : (مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ) الآية ٥٢ سورة آل عمران.
(٢) الآيات ٦٢ سورة البقرة ، ٦٩ سورة المائدة ، ١٧ سورة الحج.
(٣) الآية ١١١ سورة البقرة.
(٤) ا ، ب «عن» والتصويب من التاج.
(٥) الآية ١٤٠ سورة البقرة.
(٦) قالوا : لأن الأخذ بها ألين من الأخذ بالشدة.
(٧) رواه أبو يعلى فى مسنده والطبرانى فى الكبير عن الأسود بن سريع (الفتح الكبير) وفيهما زيادة : حتى يعرب عنه لسانه.
(٨) علق صاحب التاج فقال : «قلت : وهو محل نظر».