(تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ) ـ ٧ ـ وهي النفخة الثانية أردفت النفخة الأولى بينهما أربعون سنة ، أسمعت الخلائق وهي عند صخرة بيت المقدس ، وذلك أنه ينزل إسرافيل ، وترتفع أروح الكفار من تحت الأرض السفلى إلى واد يقال له برهوت وهو بحضرموت وهو كأشر واد فى الأرض ، وتنزل أرواح المؤمنين من فوق سبع سموات إلى واد يقال له الجابية وهو بالشام ، وهو خير واد فى الأرض فيأخذ هؤلاء وهؤلاء جميعها إسرافيل فيجعلهم فى القرن وهو الصور فينفخ فيه ، فيقول أيتها العظام البالية ، وأيتها العروق المنقطعة ، وأيتها اللحوم المتمزقة ، اخرجوا من قبوركم لتجازوا بأعمالكم. ثم قال : (قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ) ـ ٨ ـ يعنى خائفة (أَبْصارُها خاشِعَةٌ) ـ ٩ ـ يعنى ذليلة مما رأت عند معاينة النار ، فخضعت ، كقوله : «... خاشعين من الذل ...» (١) مما ترى من العجائب ومما ترى من أمر الآخرة.
ثم أخبر الله ـ عزوجل ـ عن كفار مكة فقال : (يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ) ـ ١٠ ـ تعجبا منها ، فيها تقديم. يقولون أإنا لراجعون على أقدامنا «إلى الحياة (٢)» بعد الموت ، وهذا قول كفار مكة (أَإِذا كُنَّا عِظاماً نَخِرَةً) ـ ١١ ـ يعنى بالية ، أى : أنا لا نبعث خلقا كما كنا ، (قالُوا تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ) ـ ١٢ ـ قالوا إن بعثنا بعد الموت إنّا إذا لخاسرون يعنى هالكون ، ثم قال الله ـ تبارك وتعالى ـ لمحمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : (فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ) ـ ١٣ ـ يقول [٢٢٧ ب] فإنما هي صيحة
__________________
(١) سورة الشورى : ٤٥.
(٢) فى أ : «إلى هذه الدنيا» ، وفى ف : «إلى الحياة».