يعنى كتابا لهم فيه حجة (إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَ) يقول «ما لهم من علم (١) بأنها» آلهة إلا ظنا ما يستيفتون بأن اللات والعزى ومناة آلهة (وَما تَهْوَى الْأَنْفُسُ) يعنى القلوب (وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدى) ـ ٢٣ ـ يعنى القرآن (أَمْ لِلْإِنْسانِ ما تَمَنَّى) ـ ٢٤ ـ بأن الملائكة تشفع لهم ، وذلك أن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قرأ سورة النجم ، «أعلنهما (٣)» بمكة فلما بلغ (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ ، وَالْعُزَّى ، وَمَناةَ) نعس فألقى الشيطان على لسانه تلك «الثالثة الأخرى تلك الغرانيق العلا (٤)» عندها الشفاعة ترتجى (٥) يعنى الملائكة ففرح كفار مكة ورجوا أن يكون للملائكة شفاعة فلما بلغ آخرها سجد وسجد المؤمنون تصديفا لله ـ تعالى ـ وسجد كفار مكة عند ذكر الآلهة غير أن الوليد بن المغيرة [١٧٤ أ] وكان شيخا كبيرا فرفع التراب إلى جبهته «فسجد عليه (٦)» فقال : يحيا كما تحيا أم أيمن وصواحباتها وكانت أم أيمن خادم النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وأيمن خادم النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قتل يوم خيبر.
وقال فى الأنعام : («... لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ) (٧) ...» لا شك فيه («... لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى) (٨) ...» ،
__________________
(١) فى أ : «ما لهم من علم به».
(٢) سورة الليل : ١.
(٣) فى أ : «علنها» ، وفى ف : «أعلنهما».
(٤) فى أ : «تلك الغرانيق العلى ـ تلك الثالثة الأخرى».
(٥) هذه رواية باطلة لا أصل لها وقد ردّها ابن العربي ، والقاضي عياض ، وغيرهم ، على أن المعقول والمنقول يأبيان قبولها وقد حققت الموضوع عند تفسير الآية ٥٢ من سورة الحج فى الجزء الثالث من هذا التفسير : ٣ / ١٣٢ ـ ١٣٣ ، وانظر لباب المنقول فى أسباب النزول السيوطي : ١٥١.
(٦) «فسجد عليه» : ساقطة من أ ، وهي من ف.
(٧) سورة الأنعام : ١٢.
(٨) سورة النجم : ٣١.