النبي ـ صلىاللهعليهوسلم (وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ) ـ ٩ ـ حين لم ير أصحابه فسألوه ما صنعت ، فقال : لقد «سمعت» (١) قراءته وما رأيته فأنزل الله ـ عزوجل ـ فى أبى جهل ـ (إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالاً فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ) يعنى بالأذقان الحنك فوق «الغلصمة» (٢) ، يقول رددنا أيديهم فى أعناقهم (فَهُمْ مُقْمَحُونَ) يعنى أن يجمع يديه إلى عنقه ، وأنزل الله ـ عزوجل ـ فى الرجل الآخر (وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا) يعنى ظلمة فلم ير النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا) فلم ير أصحابه ، الآية (٣) ، وكان معهم الوليد بن المغيرة (وَسَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ) يا محمد (لا يُؤْمِنُونَ) ـ ١٠ ـ بالقرآن بأنه من الله ـ عزوجل ـ فلم يؤمن أحد من أولئك الرهط من بنى مخزوم ، ثم نزل فى أبى جهل (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى ، عَبْداً إِذا صَلَّى) (٤) ثم قال ـ جل وعز ـ : (إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ) القرآن (وَخَشِيَ الرَّحْمنَ) وخشي عذاب الرحمن (بِالْغَيْبِ) ولم يره (فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ) لذنوبهم (وَأَجْرٍ كَرِيمٍ) ـ ١١ ـ وجزاء حسنا فى الجنة (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى) فى الآخرة (وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا) فى الدنيا فى حياتهم من خير أو شر عملوه (وَآثارَهُمْ) ما استنوه من سنة ، خير أو شر فاقتدى به من بعد موتهم ، «وإن كان خيرا فله» (٥) مثل أجر من عمل به ، ولا ينقص من أجورهم
__________________
(١) فى الأصل : «سمعة».
(٢) المراد به فوق الحلقوم.
(٣) سورة يس : ٩ ، وتمامها : (وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ).
(٤) سورة العلق : ٩ ـ ١٠.
(٥) فى أ : «وإن كان خيرا له».