مَا اسْتَجابُوا لَكُمْ) يقول لو أن الأصنام سمعوا ما استجابوا لكم (وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ) يقول إن الأصنام يوم القيامة يتبرءون من عبادتكم إياها فتقول للكفار ما أمرناكم بعبادتنا ، نظيرها فى يونس (فَكَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبادَتِكُمْ لَغافِلِينَ) (١) ثم قال للنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : (وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ) ـ ١٤ ـ يعنى الرب نفسه ـ سبحانه ـ فلا أحد أخبر منه.
قوله ـ عزوجل ـ : (يا أَيُّهَا النَّاسُ) يعنى كفار مكة (أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللهِ) يعنى إلى ما عند الله ـ تعالى ـ (وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُ) عن عبادتكم (الْحَمِيدُ) ـ ١٥ ـ عند خلقه (إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ) أيها الناس بالهلاك إذا عصيتم (وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ) ـ ١٦ ـ غيركم أمثل منكم (وَما ذلِكَ عَلَى اللهِ بِعَزِيزٍ) ـ ١٧ ـ إن فعل ذلك هو على الله هين (وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى) لا تحمل نفس خطيئة نفس أخرى (وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ) من الوزر (إِلى حِمْلِها) من الخطايا أن يحمل عنها (لا يُحْمَلْ مِنْهُ) من وزرها (٢) (شَيْءٌ وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى) ولو كان بينهما قرابة ما حملت عنها شيئا من وزرها (إِنَّما تُنْذِرُ) المؤمنين (الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ) آمنوا به ولم يروه (وَأَقامُوا الصَّلاةَ) أتموا الصلاة المكتوبة (وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّما يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ) ومن صلح فصلاحه لنفسه (وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ) ـ ١٨ ـ فيجزى بالأعمال فى الآخرة ثم ضرب مثل المؤمن والكافر فقال ـ جل وعز ـ : (وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ) (٣) ـ ١٩ ـ
__________________
(١) سورة يونس : ٢٩.
(٢) فى أ : «لا يحمل منه» وزرها
(٣) (وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ) : ليست فى أ.