الإيمان ولا يفقهون ، ثم قال : (وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ) ـ ٥٢ ـ فشبهوا أيضا بالصم إذا ولوا مدبرين ، يقول إن الأصم إذا ولى مدبرا ثم ناديته لا يسمع الدعاء ، فكذلك الكافر لا يسمع الإيمان إذا دعى (وَما أَنْتَ) يعنى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (بِهادِ الْعُمْيِ) للإيمان يقول عموا عن الإيمان (عَنْ ضَلالَتِهِمْ) «يعنى كفرهم الذي هم عليه» (١) ثم أخبر النبي ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ فمن يسمع الإيمان فقال ـ سبحانه ـ : (إِنْ تُسْمِعُ) (٢) بالإيمان (إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا) يعنى يصدق بالقرآن أنه جاء من الله ـ عزوجل ـ : (فَهُمْ مُسْلِمُونَ) ـ ٥٣ ـ يعنى فهم مخلصون بالتوحيد ، ثم أخبرهم عن خلق أنفسهم ليتفكر المكذب بالبعث فى خلق نفسه فقال ـ عزوجل ـ : (اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ) يعنى من نطفة (ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً) يعنى شدة تمام خلقه (ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً) يقول فجعل من بعد قوة الشباب الهرم (وَ) جعل (شَيْبَةً) يعنى الشمط (يَخْلُقُ ما يَشاءُ) يعنى هكذا يشاء أن يخلق الإنسان (٣) كما وصف خلقه [٨١ أ] ، ثم قال : (وَهُوَ) يعنى الرب نفسه ـ جل جلاله ـ (الْعَلِيمُ) يعنى العالم بالبعث (الْقَدِيرُ) ـ ٥٤ ـ يعنى القادر عليه ، ثم قال ـ عزوجل ـ (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ) يعنى يوم القيامة (يُقْسِمُ) يعنى يحلف (الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا) فى القبور (غَيْرَ ساعَةٍ) وذلك أنهم استقلوا ذلك ، يقول الله ـ عزوجل ـ : (كَذلِكَ كانُوا يُؤْفَكُونَ) ـ ٥٥ ـ يقول هكذا كانوا يكذبون بالبعث فى الدنيا كما كذبوا أنهم لم يلبثوا فى قبورهم إلا ساعة (وَقالَ الَّذِينَ
__________________
(١) من ز ، وفى أ : «يعنى كفرهم التي هم فيها».
(٢) من ز ، وفى ا : «ولا تسمع» وفى حاشية ا : الآية «إن تسمع».
(٣) «الإنسان» من ز ، وهي ساقطة من ا.