أنّك رأيته في الكعبة ؟
قلت : لا يجوز لي ذلك ، قال : فلو بصرت رجلاً في الكعبة أكنت شاهداً أنّه قد دخل المسجد الحرام ؟
قلت : نعم .
قال : وكيف ذلك ؟
قلت : إنّه لا يصل إلى دخول الكعبة حتى يدخل المسجد .
فقال : قد أصبت وأحسنت ، ثمّ قال : كذلك الإيمان والإسلام (١) .
وعن فضيل بن يسار ، قال : سمعت أبا عبد الله يقول : إنّ الإيمان يشارك الإسلام ولا يشاركه الإسلامُ ، إنّ الإيمان ما وقر في القلوب ، والإسلام ما عليه المناكح ، والمواريث ، وحقن الدماء ، والإيمانُ يشركُ الإسلامَ والإسلامُ لا يشركُ الإيمان (٢) .
ولو تأمّلت فيما رواه الفضل بن شاذان عن محمّد بن أبي عمير أنّه سأل ابا الحسن الكاظم عن معنى « حيَّ على خير العمل » وقوله : « إنّها الولاية ، وإنّ عمر أراد أن لا يكون حثٌّ عليها ودعاء إليها » ، وجمعته مع ما جاء عن الإمام الرضا الآنفة ، لعرفتَ وجود مفهوم الإمامة والولاية في الأذان في القرن الثاني الهجري .
ومن كلّ ما مرّ يتّضح لك أنّ معنى الولاية موجود في الأذان وهو المصرَّح به من قبل الأئمّة : الباقر ، والصادق ، والكاظم عليهمالسلام ، وكذلك الإمام الرضا بقوله : ( مجاهراً بالإيمان ) كما قررناه آنفاً .
وعليه فالنداء بالحيعلة الثالثة هو نداء المؤمنين المعتقدين بولاية علي أمير المؤمنين ، ومن خلاله يمكن أن نقول برجحان الشهادة بالولاية في الأذان بتقريب
__________________
(١) الكافي ٢ : ٢٧ / ح ٥ ، من الباب نفسه .
(٢) الكافي ٢ : ٢٦ / ح ٣ ، من الباب نفسه .