ثمّ نادىٰ الناس بلالاً ، فقال : على رسلكم رحمكم الله لأستأذن رسول الله في ذلك . ثمّ أسرع حتّى أتى الباب ... فقال :
إنّ أبا بكر دخل المسجد وتقدّم حتّى وقف في مقام رسول الله ، وزعم أنّ رسول الله أمره بذلك .
فقال [ الفضل ] : أَوَ ليس أبو بكر مع أُسامة في الجيش ؟! هذا والله هو الشرّ العظيم .
وأُخبِرَ رسول الله الخبر ، فقال صلىاللهعليهوآله : أقيموني أقيموني ، أخرجوني إلى المسجد ، والذي نفسي بيده قد نزلت بالإسلام نازلة وفتنة عظيمة من الفتن .
ثمّ خرج معصوب الرأس يتهادى بين علي والفضل بن العباس ، ورجلاه تجرّان في الأرض حتّى دخل المسجد ، وأبو بكر قائم في مقام رسول الله ، وقد طاف به عمر وأبو عبيدة وسالم وصهيب والنفر الذين دخلوا ...
وتقدّم رسول الله فجذب أبا بكر من ردائه فنحّاه عن المحراب ، وأقبل أبو بكر والنفر الذين كانوا معه فتواروا خلف رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وأقبل الناس فصلّوا خلف رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو جالس ، وبلال يسمع الناس التكبير حتّى قضىٰ صلاته .
ثمّ التفت صلىاللهعليهوآله فلم ير أبا بكر ، فقال :
أيها الناس ألا تعجبون من ابن أبي قحافة وأصحابه الذين أنفذتهم وجعلتهم تحت يدي أسامة ، وأمرتهم بالمسير إلى الوجه الذي وُجّهوا إليه ، فخالفوا ذلك ورجعوا إلى المدينة ابتغاء الفتنة ، ألا وإنّ الله قد أركسهم فيها ... الحديث (١) .
______________________
(١) إرشاد القلوب للديلمي ٢ : ٢٠٤ ـ ٢٠٦ .