وفي (عمدة القاري) : وحجّة أصحابنا حديث عبد الله بن زيد من غير ترجيع فيه ، وكأنّ حديث أبي محذورة لأجل التعليم ، فكرّره فظنّ أبو محذورة أنّه الترجيع وأنّه في أصل الأذان ، وروى الطبراني في معجمه الأوسط عن أبي محذورة أنّه قال : ألقى عليَّ رسول الله الأذان حرفاً حرفاً : اللهُ أكبر ، اللهُ أكبر ... إلى آخره ولم يذكر فيه ترجيعاً ، وأذان بلال بحضرة رسول الله سفراً وحضراً وهو مؤذّن رسول الله بإطباق أهل الإسلام إلى أن توفّي رسول الله ومؤذّن أبي بكر إلى أن توفّي من غير ترجيع (١) .
وفي (المغني) : « مسألة : قال أبو القاسم ويذهب أبو عبد الله رحمه الله إلى أذان بلال رضي الله عنه وهو : اللهُ أكبر ، اللهُ أكبر ، اللهُ أكبر ، اللهُ أكبر ، أشهد أن لا إله إلّا الله ، أشهد أن لا إله إلّا الله ، أشهد أنّ محمّداً رسول الله ، أشهد أنّ محمّداً رسول الله ، حيّ على الصلاة ، حيّ على الصلاة ، حيّ على الفلاح ، حيّ على الفلاح ، اللهُ أكبر ، اللهُ أكبر ، لا إله إلّا الله .
وجملة ذلك أنّ اختيار أحمد رحمه الله من الأذان أذان بلال رضي الله عنه ، وهو كما وصف الخرقي ، وجاء في خبر عبد الله بن زيد وهو خمس عشرة كلمة لا ترجيع فيه ، وبهذا قال الثوري وأصحاب الرأي .
وقال مالك والشافعي ومن تبعهما من أهل الحجاز الأذان المسنون أذان أبي محذورة وهو مثل ما وصفنا إلّا أنّه يسنّ الترجيع وهو أن يذكر الشهادتين مرّتين مرّتين يخفض
______________________
(١) عمدة القاري ٥ : ١٠٨ .