قيل : إنّ العمد أساطين الرّخام. وقال ابن عرفة فى قوله تعالى : (رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها)(١) العمد : جمع عماد ، قال : وليس فى كلام العرب فعال يجمع على فعل غير عماد وعمد ، وإهاب (٢) وأهب ، أى خلقها مرفوعة (بلا عمد ترونها) (٣) ، وقيل : لا ترون تلك العمد وهى قدرة الله تعالى ، وقيل : لا يحتاجون مع الرّؤية إلى الخبر.
وقوله تعالى : (إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ)(٤) ، قال الفرّاء : كانوا أهل عمد ينتقلون إلى الكلأ حيث كان ، ثم يرجعون إلى منازلهم. ويقال لأهل الأخبية : أهل العماد. وقيل : ذات الطّول والبناء الرفيع. والعماد : الأبنية الرفيعة ، يذكّر ويؤنّث ، قال عمرو بن كلثوم :
ونحن إذا عماد الحىّ خرّت |
|
على الأحفاض نمنع من يلينا (٥) |
الواحدة : عمادة. وهو رفيع العماد ، أى منزله معلم لزائريه.
__________________
(١) الآية ٢ سورة الرعد
(٢) الاهاب : الجلد مطلقا أو ما لم يدبغ
(٣) العبارة فى اللسان : «بعمد لا ترونها»
(٤) الآية ٧ سورة الفجر
(٥) البيت من معلقته. والأحفاض : الأمتعة واحدها ، حفض