وقد ورد (١) فى القرآن فى فعل الصّالحات والسيّئات. فمما استعمل فى الصّالحات قوله تعالى : (أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً)(٢) ، وممّا استعمل فى العكس : (أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِما كَسَبَتْ)(٣). وقوله تعالى : (ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ)(٤) متناول لهما.
والاكتساب قد ورد فيهما أيضا ، ففى الصّالحات قوله تعالى : (لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ)(٥). وقوله : (لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ)(٦) قيل : خصّ الكسب هاهنا بالصّالح ، والاكتساب بالسّيئ. وقيل : عنى بالكسب ما يتحرّاه من المكاسب الأخرويّة ، وبالاكتساب ما يتحرّاه من المكاسب الدّنيوية. وقيل : عنى بالكسب ما يفعله الإنسان من فعل خير ، وجلب منفعة إلى غيره من حيث ما يجوز ، والاكتساب ما يحصله لنفسه من نفع يجوز تناوله. فنبّه على أنّ ما يفعله الإنسان لغيره من نفع يوصّله إليه فله الثواب ، وأن ما يحصّله لنفسه وإن كان من حيث يجوز فقلّما ينفكّ من أن يكون عليه ؛ إشارة إلى ما قيل : ومن أراد الدّنيا فليوطّن نفسه على المصائب.
__________________
(١) أى الكسب
(٢) الآية ١٥٨ سورة الأنعام
(٣) الآية ٧٠ سورة الأنعام
(٤) الآية ٢٨١ سورة البقرة والآية ١٦١ سورة آل عمران
(٥) الآية ٣٢ سورة النساء. وقد تبع فى تخصيص الاكتساب فى الآية بالصالحات الراغب ، وكأنه نظر إلى اللام فى قوله : «للرجال» وفى القرطبى ٥ / ١٦٤ ما يفيد أن هذا فى الصالحات والسيئات
(٦) الآية ٢٨٦ سورة البقرة