[٤] ـ (قُتِلَ) بتقدير لقد أو ما دلّ عليه ، كأنّه اقسم انّ كفّار مكّة ملعونون كما لعن (أَصْحابُ الْأُخْدُودِ) الخدّ أي الشّقّ في الأرض.
روى انّ ملكا كان له ساحر فضمّ إليه غلاما ليعلّمه وكان في طريقه راهب فصبا إليه ، فمرّ يوما فرأى حيّة حبست النّاس ، فأخذ حجرا فقال : اللهم ان كان الرّاهب احبّ إليك من السّاحر فاقتلها ، فقتلها به ، فصار الغلام يبرئ من الأدواء ، وعمي جليس الملك فأبرأه فسأله الملك عمّن أبرأه؟ فقال ربّي ، فغضب ، فعذّبه فدلّ على الغلام فعذّبه فدلّ على الراهب فقدّه بالمنشار وامر برمي الغلام من جبل ، فدعا فرجف ، فسقطوا ونجا ، وحملوه بسفينة ليغرقوه ، فدعا فانكفأت فغرقوا ونجا ، فقال للملك : لست بقاتلي حتّى تجمع النّاس وتصلبني وتأخذ سهما وتقول : بسم الله ربّ الغلام فترميني فرماه فمات ، فآمن النّاس فأمر بأخاديد وأضرمت نارا ، فمن لم يرجع منهم قذفه فيها ، فأتت امرأة معها صبيّ فهابت فقال الصّبي : يا امّاه ، اصبري فإنّك على الحقّ فاقتحمت (١).
وعن «علي» عليهالسلام : سكر ملك للمجوس فنكح أخته فصحا فخطب النّاس : انّ الله احلّ نكاح الاخت وامر بأخاديد النّار فقذف فيها من أبى (٢).
[٥] ـ (النَّارِ) بدل اشتمال من «الأخدود» (ذاتِ الْوَقُودِ) وصف يشعر بعظمة لهبها لكثرة ما توقد به.
[٦] ـ (إِذْ هُمْ عَلَيْها) على شفير النّار (قُعُودٌ).
[٧] ـ (وَهُمْ عَلى ما يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ) من طرحهم بالنّار (٣) ان لم يرجعوا عن الإيمان (شُهُودٌ) حضور أو يشهد بعضهم لبعض بامتثال أمر الملك أو تشهد جوارحهم يوم القيامة على ذلك.
__________________
(١) تفسير البيضاوي ٤ : ٢٥٠.
(٢) تفسير البيضاوي ٤ : ٢٥٠.
(٣) كذا في النسخ. والصحيح : في النار.