[٤٥] ـ (قالا رَبَّنا إِنَّنا نَخافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنا) أي يعجّل عقوبتنا قبل اظهار الحجّة ، من فرط : تقدّم (أَوْ أَنْ يَطْغى) يتكبّر علينا أو يزداد كفرا.
[٤٦] ـ (قالَ لا تَخافا إِنَّنِي مَعَكُما) بالحفظ والنّصرة (أَسْمَعُ) قوله (وَأَرى) فعله ، فأدفع شرّه عنكما.
[٤٧] ـ (فَأْتِياهُ فَقُولا إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ) اطلقهم (وَلا تُعَذِّبْهُمْ) باستعمالهم بالأعمال الشّاقّة وقتل ولدانهم (قَدْ جِئْناكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ) بحجّة تصدّق دعوانا ، والمراد جنسها فلا ينافي تعدّدها (وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى) أي السّلامة من العذاب لهم.
[٤٨] ـ (إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنا أَنَّ الْعَذابَ عَلى مَنْ كَذَّبَ) بما جئنا به (وَتَوَلَّى) أعرض عنه ، فأتياه وقالا له ما امرا به.
[٤٩] ـ (قالَ فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى) خصّه بالنّداء لأنّه الأصل ولتربيته له.
[٥٠] ـ (قالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ) من المخلوقات (خَلْقَهُ) صورته الّتي هو عليها المطابقة لكماله الممكن له.
أو أعطى خليقته كلّ شيء يحتاجون إليه ـ على تقديم المفعول الثاني ـ (ثُمَّ هَدى) دلّه على جلب النّفع ودفع الضّرر اختيارا أو طبعا.
[٥١] ـ (قالَ فَما بالُ الْقُرُونِ الْأُولى) ما حال الأمم الماضية كقوم نوح وعاد وثمود من السّعادة والشقاوة؟ بهت بالحجّة فصرف الكلام عنها.
[٥٢] ـ (قالَ) موسى : (عِلْمُها) أي علم حالهم مثبت (عِنْدَ رَبِّي فِي كِتابٍ) هو اللّوح المحفوظ (لا يَضِلُّ رَبِّي) لا يخطى شيئا (وَلا يَنْسى) لا يذهل عن شيء.
[٥٣] ـ (الَّذِي جَعَلَ) صفة «ربّي» أو خبر محذوف أو منصوب على المدح (لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً) (١) فراشا ، وقرأ «الكوفيّون» :
__________________
(١) في المصحف الشريف بقراءة حفص : «مهدا» وسيشير اليه المصنّف.