الغارات أو ما نالهم ب «بدر» (وَهُمْ ظالِمُونَ) حال تلبسهم بالظلم.
[١١٤] ـ (فَكُلُوا) أي آمنوا فكلوا (مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ) من الغنائم وغيرها (حَلالاً) حال مبيّنة لا مقيّدة ، إذ الرزق لا يكون إلّا حلالا ، وكذا (طَيِّباً) أي لا خبيثا ، ينفر عنه الطبع ، ويحتمل التقييد ، أي : لذيذا (وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) فإنه كما تجب عبادته يجب شكر نعمته.
[١١٥] ـ (إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) فسّر في البقرة (١). وحصر المحرمات في المعدودة بالإضافة الى ما حرموه على أنفسهم.
[١١٦] ـ (وَلا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ) منتصب ب «تقولوا» (هذا حَلالٌ وَهذا حَرامٌ) بدل منه أي لا تقولوا الكذب هذا حلال وهذا حرام لما تصفه ألسنتكم ، أو مفعول «تقولوا» والكذب منتصب ب «تصف» و «ما» مصدرية ، أي : لا تقولوا هذا حلال وهذا حرام لوصف ألسنتكم الكذب ، أي : لا تحلوا وتحرّموا بقول ألسنتكم بغير دليل (لِتَفْتَرُوا عَلَى اللهِ الْكَذِبَ) بنسبة ذلك إليه واللام للعاقبة (إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ) لا ينالون خيرا.
[١١٧] ـ (مَتاعٌ قَلِيلٌ) أي لهم ، أو : متاعهم متاع قليل زائل (وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) في الآخرة.
[١١٨] ـ (وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا) أي اليهود (حَرَّمْنا ما قَصَصْنا عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ) في الأنعام في آية (وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ) ، (٢) (وَما ظَلَمْناهُمْ) بالتحريم (وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) بمعاصيهم الموجبة لذلك.
[١١٩] ـ (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ) المعاصي (بِجَهالَةٍ) أي جاهلين بالله
__________________
(١) في سورة البقرة : ٢ / ١٧٣.
(٢) في سورة الانعام : ٦ / ١٤٦.