من الجار والمجرور قبله (لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْها) أي فقلنا خذ الألواح أو الأشياء الدال عليها «لكل شيء» (بِقُوَّةٍ) بجدّ وعزيمة (وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِها) أي بأحسن ما فيها من الفرائض والنوافل ، إذ هي أحسن من المباحات أو بحسنها وكلها حسن (سَأُرِيكُمْ دارَ الْفاسِقِينَ) فرعون وقومه وهي مصر أو منازل عاد وثمود وأمثالهم لتعتبروا بهم ، أو دارهم في الآخرة وهي جهنم.
[١٤٦] ـ (سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ) عن إبطال دلائلي ، وسكن «ابن عامر» و «حمزة» الياء (١) (الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ) بإعلائها أو إهلاكهم أو منعهم اللطف ، لأنهم ليسوا أهله فلا يتفكرون فيها (بِغَيْرِ الْحَقِ) متلبسين بالباطل وهو دينهم (وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ) دلالة (لا يُؤْمِنُوا بِها) لعنادهم. ويؤذن بعلة صرفهم فيؤيد الوجه الثالث (وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ) الهدى ، وقرأ «حمزة» و «الكسائي» بفتحتين (٢) (لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِ) الضلال (يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذلِكَ) الصرف (بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَكانُوا عَنْها غافِلِينَ) بسبب تكذيبهم بها واعراضهم عنها.
[١٤٧] ـ (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَلِقاءِ الْآخِرَةِ) البعث وما يتبعه (حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ) بطلت ، إذ لم تقع على الوجه المأمور به (هَلْ) ما (يُجْزَوْنَ إِلَّا ما كانُوا يَعْمَلُونَ) إلّا جزاء عملهم.
[١٤٨] ـ (وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى مِنْ بَعْدِهِ) بعد ذهابه للمناجاة (مِنْ حُلِيِّهِمْ) الذي استعاروه من القبط بعلّة عيد لهم ، فبقى عندهم ، جمع حلى ك «ثدي وثدّي» وكسر الحاء «حمزة» و «الكسائي» (٣) وأفرده «يعقوب» (٤) (عِجْلاً جَسَداً) بدل لحما ودما ،
__________________
(١) النشر في القراءات العشر ٢ : ٢٧٥.
(٢) حجة القراءات : ٢٩٥.
(٣) حجة القراءات : ٢٩٦.
(٤) تفسير البيضاوي ٢ : ٢٤٤.