والهاء لأحدهما أو على المحافظة على عماد الدين.
[٩٣] ـ (وَمَنْ) لا أحد (أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً) بادعاء النبوة ، أو الأعمّ منه (أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ). نزلت في «مسيلمة» وقيل : في «ابن أبي سرح» كان يكتب للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فلما نزل ، (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ) الى قوله (خَلْقاً آخَرَ) (١) قال متعجبا «تبارك الله أحسن الخالقين».
فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : اكتبها ، فكذلك نزلت فشكّ وقال : إن صدق محمد فقد أوحي إليّ كما أوحي اليه ، وإن كذب فقد قلت كما قال (٢) (وَمَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللهُ) وهم الذين قالوا لو نشاء لقلنا مثل هذا وقيل : «ابن أبي سرح» (٣) (وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ) شدائده من غمره الماء : غطّاه (وَالْمَلائِكَةُ باسِطُوا أَيْدِيهِمْ) لقبض أرواحهم أو بالعذاب يقولون تغليظا عليهم (أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ) لنقبضها ، أو خلصوها من العذاب (الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ) واضافته اليه لتمكنه منه (بِما كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ غَيْرَ الْحَقِ) كالإشراك ، ودعوي الإيحاء كذبا (وَكُنْتُمْ عَنْ آياتِهِ) عن الإيمان بها (تَسْتَكْبِرُونَ) وجواب «لو» لرأيت أمرا عظيما.
[٩٤] ـ (وَلَقَدْ جِئْتُمُونا) للجزاء (فُرادى) منفردين عن الأهل والمال ، جمع فرد (كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ) بدل منه ، أو حال مرادفة ، أو مداخلة أي مشبّهين ابتداء خلقكم حفاة عراة عزلا (٤) (وَتَرَكْتُمْ ما خَوَّلْناكُمْ) ما أعطيناكم من الأموال والولد (وَراءَ ظُهُورِكُمْ) لم تحتملوا منه شيئا ولا قدمتموه (وَما نَرى مَعَكُمْ شُفَعاءَكُمُ) الأصنام
__________________
(١) سورة المؤمنون : ٢٣ / ١٢ ـ ١٤.
(٢) قاله ابن عباس وشرحبيل ـ كما في تفسير القرطبي ٧ : ٤٠ ـ.
(٣) رواه القرطبي في تفسيره ٧ : ٤٠ ، عن ابن عباس وشرحبيل.
(٤) والعزل : هم القلف ، الذين لم يختتنوا بعد.