قام بقية أئمة أهل البيت عليهمالسلام ـ كلّ بدوره ـ بنشر علوم القرآن ومفاهيمه وبيان أحكامه وتفسير آياته ، وقد دوّن كثير من تلاميذهم رواياتهم التفسيرية في كثير من الكتب التي ألّفوها في هذا المجال.
وبعد انتهاء عصر النّص ، قام العلماء الأعلام بالنهوض بأعباء هذه المهمة الخطيرة ، فصنفوا ودونوا الكثير من التفاسير مواصلين ذلك قرنا بعد قرن حتى العصر الحديث ، علما بأنّ هذه التفاسير قد وقعت ضمن مناهج تفسيرية شتى أتت على مختلف ومعظم جوانب القرآن الكريم. (١).
وبالرغم من ان التأليف على هذا النمط الموجز من التفسير كان له جذور ضاربة في تاريخ علم التفسير حيث ألف الكثيرون من العلماء قديما وحديثا تفاسير موجزة في عبارتها غنية بمحتواها ، إلّا ان هذا التفسير «الوجيز في تفسير القرآن العزيز» امتاز من بينها بوضوح فكرته وجزالة عبارته وقوة ادائه ، وهو للمفسر النحرير والمطّلع الخبير المحقق المدقق العلامة الأجل الشيخ علي بن الحسين بن أبي جامع العاملي ، حوالي (١٠٧٠ ـ ١١٣٥). (٢)
وقد طبع الجزء الأوّل من هذا التفسير بمطبعة «الزهراء» ببغداد سنة ١٩٥٣ م وحصلت «دار القرآن الكريم» على نسخة من هذه المطبوعة لكنّها كانت ناقصة الأوّل وتبدأ بأول تفسير سورة «الفاتحة».
ولأهمية هذا التفسير رغبت دار القرآن الكريم في طبع هذا الكتاب وتقديمه الى الأمة الإسلامية ليسدّ فراغا في المكتبة القرآنية لما فيه من النفع العميم لجميع المسلمين فإنه أيسر تفسير جامع لكل ما يرتبط بألفاظ القرآن الكريم ومعانيه ، ولذلك
__________________
(١) انظر مقدمة معجم مصنفات الشيعة حول القرآن الكريم ، وفيه بيان لتاريخ بروز التدوين في علم التفسير وباقي علوم القرآن منذ العصر الاسلامي الاول.
(٢) الحالي والعاطل / ٧٥.