ويقال العمرة هي الحج الأصغر ، وتمام الحج والعمرة المواقيت والإحرام خالصا لا يخالطه شيء من أمر الدنيا وذلك أن أهل الجاهلية كانوا يشركون فى إحرامهم. فأمر (١) الله ـ عزوجل ـ النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ والمسلمين أن يتموهما لله فقال (٢) : (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ) وهو ألا يخلطوهما (٣) بشيء ثم خوفهم أن يستحلوا (٤) منهما ما لا ينبغي (٥) فقال ـ سبحانه ـ فى آخر الآية (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) (٦) (فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ) يقول فإن حسبتم كقوله ـ سبحانه ـ : (الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ) (٧) (اللهِ) يعنى حبسوا. نظيرها أيضا (وَجَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً) (٨) يعنى محبسا. يقول إن حبسكم فى إحرامكم بحج أو بعمرة كسر (٩) أو مرض أو عدو عن المسجد الحرام (فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ) يعنى فليقم محرما مكانه ويبعث ما استيسر من الهدى أو بثمن الهدى فيشترى له الهدى. فإذا نحر الهدى عنه فإنه يحل من إحرامه مكانه. ثم قال : (وَلا تَحْلِقُوا رُؤُسَكُمْ) فى الإحرام (حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ) يعنى حتى يدخل الهدى مكة ، فإذا نحر الهدى حل من إحرامه (فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً) (١٠) وذلك أن كعب بن عجرة الأنصارى كان محرما بعمرة عام الحديبية فرأى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ على مقدم رأسه قملا كثيرا ، فقال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ [٣١ ب] : يا كعب ، أيؤذيك هوام رأسك. قال : (١١) نعم ، يا نبى الله.
__________________
(١) فى أ : ثم أمر
(٢) فى أ : ثم قال.
(٣) فى أ : لا يخلطوها. وفى الحاشية : أن وفوقها محمد (وهو الناسخ) وفى ل : ولا يخلطوها بشيء.
(٤) فى أ ، ل : ألا يستحلوا.
(٥) فى أ : ما لا ينبغي ثم خوفهم.
(٦) فى أزيادة : فيها تقديم.
(٧) سورة البقرة : ٢٧٣.
(٨) سورة الإسراء : ٨.
(٩) فى أ : بحبس.
(١٠) ساق الواحدي خمسة طرق فى أسباب نزول الآية ص ٣١ ، ٣٢ أسباب النزول. وساق السيوطي حديث البخاري عن كعب بن عجرة. ثم رواية أحمد عن كعب أيضا. لباب النقول : ٣٠.
(١١) فى أ : فقال. وفى رواية الواحدي .. عن مجاهد ... عن عبد الرحمن بن أبى ليلى ... قال نعم.