وقال أيضاً :
بكّر على صيدك
فالوقت فرص |
|
ولا تجئ في
أُخريات مَن قنص |
وابتدع الآثار
يُقفى نهجها |
|
فخير آثار الفتى
ما يُستقص |
واجعل لهذي
النفس منك قوةً |
|
يمكنها الصبر
على صاب الغصص |
ولا تقل كان أبي
فإنما |
|
حديثه الماضي
أساطير قصص |
إعمل فما بعد
الصبا من عمل |
|
والبدر إما بلغ
التمّ نقص |
إذا تكاسلت فما
تربح سوى |
|
ما تترك الموسى
بعارض الأحص |
وطامع لم تكفه
جفنته |
|
وكم ذبيح في
حواشيها فحص |
تطاحنت محالك
الدنيا له |
|
وقسّمت من أجله
تلك الحصص |
فهل تراه قانعاً
أم أنه |
|
يثرد قرص الشمس
مع تلك القرص |
فلا يلومنّ سوى
لهاته |
|
من جاوز المقدار
في المضغ فغص |
ما أجهل الإنسان
اما تستوي |
|
بلاجة الوجه
لديه والبرص |
* * *
مَن لي من
الفتيان بابن حرةٍ |
|
ما نكّس البند
ولا يوماً نكص |
يفتح للقتام
عينَ أجدل |
|
كأنما العثير
كحل للرمص |
إن تدعه لبّاك
منه ناشيء |
|
قد نشر الوفرة
بعد ما عقص |
يقطع بالرأي
وريد خصمه |
|
وقوله في موقف
الأحكام نص |
يا ربة الفسطاط :
تسافل الصدق
بأرقى العصور |
|
واحتجب الحق
بعهد السفور |
وانتشر الرعب
بهذا الفضا |
|
فكل يوم هو يوم
النشور |
واشتمل الدهر
حداد الأسى |
|
مذ عوفي الحزن
ومات السرور |
فوادح عمّت
فأضحت لها |
|
جداول تعمى وعين
تغور |
وصوّحت أرياف
هذي الدنا |
|
فأين ـ لا أين ـ
رياض الزهور |
وانتبه الفاجرُ
من نومه |
|
إلى الدعارات
ونام الغيور |