صفحاته ١٢٤ صفحة ، نبغ كثير من هذه الأسرة في العلم والأدب منهم الشاعر الشهير السيد صالح القزويني الشهير بالبغدادي وولده السيد راضي وهم غير الاسرة القزوينية في الحلة الفيحاء والنجف والهندية ، والخطيب أبا الياس كان غريد المحافل سيما في الأعراس وفي عصره يعدّ من المجددين ولا زلت أتذكره وأحادثه فكان أدبه أكثر من خطابته إذ كان في مواسم الخطابة يكتفي بالرساتيق والقرى ومثل هذه الزوايا لا تشحذ الذهن ولا تربي الملكة الخطابية بل تجعله راض بما عنده إذا كان مجتمعه راض عنه. إن الخطيب الجوّال في الأقطار والأمصار يضطر لتقديم النافع من الكلام إذ يحسّ بما يحتاجه المجتمع من معالجة أمراضه والخطيب كالطبيب فالسيد خضر تعلّق بالمشخاب وهو قطر منزوي لا ثقافة عنده ولا تحسس سوى الزرع والسقي وما دام هذا الخطيب تطربهم نغماته وتؤثر في أحاسيسهم نبراته فهو المرغوب فيه وهو المطلوب عندهم. وكانت أريحيته تسحرهم وهو ممن تسحرهم مناظر الفرات والريف الضاحك ، قال في شاب اسمه حسن ويتصف بالوطنية.
كيف لا يصبح
قلبي وطناً |
|
لك والقلب لمن
يهوى وطن |
فجدير بك لو
تدعى بنا |
|
وطنياً مثلما
تدعى ( حسن ) |
ومن روائعه قصيدته في رثاء صديقه الشاعر الشيخ جواد السوداني وأولها :
كيف يقوى على
رثاك لساني |
|
والأسى كفّ
منطقي وبياني |
ليت شعري وكيف
يسلوك خلّ |
|
ولقد كنت سلوة
الخلان |
ومن غزله قصيدته التي عنوانها بنت كسرى :
من عذيري من
غادة كسرويه |
|
فتنت بالجمال كل
البريه |
يا بنفسي فديتها
من فتاة |
|
لم ترَ العين
مثلها أريحيه |
فجدير بالعاشقين
إذا ما |
|
سجدت بكرة لها
وعشيه |
توفي السيد خضر القزويني سنة ١٣٥٧ ه. ودفن في ايوان الذهب من الصحن الحيدري الشريف.