والأخلاقية ، وتعليم درس التوحيد ومعرفة الله ، وفهم أسماء وصفات الحق ، أو الاطلاع على جانب من أسرار المعاد وما شاكل ذلك.
٢ ـ هل من الصحيح التشبث بمثل هذه البحوث وتطبيق الآيات القرآنية على الاكتشافات العلمية؟ هل يحق لنا أن نطبق المسائل المختلفة للعلوم الطبيعية على الآيات القرآنية ، أو بالعكس؟ في حين أنّ آراء العلماء لا تستقر على حال ، وهي في تغير دائم ، ولذلك ليس من المنطق في نظرنا أن نطبق أمراً ثابتاً مستحكماً على آخر متغير؟
للاجابة عن هذا السؤال لابدّ من القول : إنّ هناك ثلاثة آراء مختلفة ، فأتباع الرأي الأول وهم الذين اتخذوا جانب الإفراط في هذا المجال ، فقد طبقوا الآيات القرآنية على الفرضيّات العلمية لأدنى تناسب أو توافق بينهما ـ لا على الحقائق المسلَّمة والقطعية للعلوم ـ ظناً منهم أنّهم قد أسدوا خدمة إلى معرفة القرآن من هذا الطريق.
في حين أننا نعلم في وقتنا الحاضر أنّ القيام بهذا العمل يعد خطأً كبيراً لأنّه لا يعد عدم خدمة للقرآن فحسب ، بل سبباً لسقوط اعتبار القرآن ومكانته ، لأنّ الفرضيات العلمية ـ لا القوانين المسلَّمة ـ في حالة تحول وتغير مستمر ، ولذلك ليس من المنطق ولا هي خدمة للعلم والعقيدة أن نقوم بتطبيق الحقائق القرآنية الثابتة على جملة من الامور المتحولة والمتغيرة ، والمشكوكة أو المظنونة.
وأمّا القائلون بالرأي الثاني : فهم الذين سلكوا طريق التفريط ، واعتقدوا بعدم جواز التطبيق في أي مورد من الموارد حتى في المسلّمات العلمية التي تنسجم بصورة أو بأخرى مع العبارات القرآنية الصريحة ، وهذا يعدُ نوعاً من التعصب والجمود والبعد عن المنطق والدليل أيضاً.
وأمّا الرأي الثالث وهو الذي يمثل الحالة الوسط بين هاتين النظريتين الخاطئتين ، فلو خرجنا من حيز الافتراضات ودخلنا في عالم القوانين العلمية الثابتة بالدلائل القطعية أو الشواهد المُسَلَّمة لكانت دلالة القرآن على هذه الامور صريحة وواضحة.
فما هو المانع من تطبيق هذه المسائل على آيات القرآن؟ ولماذا نتخوف من هذا