قال عزوجل : (فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً) (٤) : يعني الملائكة. قال الحسن : إنّهم سبقوا إلى طاعة الله قبل بني آدم. قال عزوجل : (فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً) (٥) : يعني الملائكة يدبّر الله بهم ما أراد.
قال عزوجل : (يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ) (٦) يعني النفخة الأولى (تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ) (٧) يعني النفخة الآخرة (قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ) (٨) : أي خائفة (١). (أَبْصارُها) : أي أبصار تلك القلوب (خاشِعَةٌ) (٩) : أي ذليلة. (يَقُولُونَ) : أي يقول المشركون في الدنيا. (أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ) (١٠) : أي في أوّل خلقنا (٢) ، ينكرون البعث.
(أَإِذا كُنَّا عِظاماً نَخِرَةً) (١١) : أي بالية ، على الاستفهام. وهذا استفهام إنكاريّ ، أي : لا نبعث خلقا جديدا. (قالُوا تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ) (١٢) : أي كاذبة ، أي : ليست بكائنة (٣).
قال الله عزوجل : (فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ) (١٣) : والزجرة والصيحة والنفخة واحد. قال الله عزوجل : (فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ) (١٤) : أي بالأرض ، قد خرجوا من بطنها وصاروا على ظهرها.
قوله : (هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى) (١٥) : أي قد أتاك حديث موسى ، وفي تفسير الحسن : إنّه لم يأتك حتّى أعلمتك (إِذْ ناداهُ رَبُّهُ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ) : يعني المبارك (طُوىً) (١٦).
قال بعضهم : قدّس مرّتين (٤) قال الحسن : طوي بالبركة.
__________________
(١) كذا في ق وع. وفي ز : (واجِفَةٌ) مضطربة شديدة الاضطراب».
(٢) جاء في ز ورقة ٣٨٥ ما يلي : (الْحافِرَةِ) يقال : إلى أمرنا الأوّل ، والعرب تقول : أتيت فلانا ثمّ رجعت على حافرتي ، أي : رجعت إلى حيث جئت». وقال أبو عبيدة في المجاز : «من حيث جئنا ، كما قال : رجع فلان في حافرته من حيث جاء ، وعلى حافرته من حيث جاء». وانظر تحقيق معنى الحافرة وتعليل تسميتها في كشّاف الزمخشريّ ، ج ٤ ص ٦٩٣ ـ ٦٩٤.
(٣) وجاء في ز ، ورقة ٣٨٥ : «قال محمّد : وقيل : المعنى : تلك إذا رجعة يخسر فيها». وهي عبارة ابن قتيبة نفسها في تفسير غريب القرآن ، ص ٥١٣.
(٤) هذا على قراءة من قرأ : (طوى) بكسر الطاء والتنوين ، كما ذكره ابن أبي زمنين ، وانظر : أبي عبيدة ، المجاز ، ج ٢ ص ٢٨٥.