شيئا كما كان يحمل بعضهم عن بعض في الدنيا. كقوله عزوجل : (وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى حِمْلِها لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى) [فاطر : ١٨].
قال تعالى : (يُبَصَّرُونَهُمْ) : أي يبصّر الرجل قرابته وأهل بيته وعشيرته في بعض المواطن ولا يعرف بعضهم بعضا. وتفسير الكلبيّ : يعرفونهم مرّة واحدة. قال : (يَوَدُّ الْمُجْرِمُ) : أي المشرك (لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (١١) وَصاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (١٢) وَفَصِيلَتِهِ) : أي وعشيرته (الَّتِي تُؤْوِيهِ) (١٣) : تفسير الحسن : (تُؤْوِيهِ) أي تنصره وتنقذه في الدنيا. قال تعالى : (وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً) : أي يفتدي بهم (ثُمَّ يُنْجِيهِ) (١٤) ذلك من عذاب الله.
قال الله : (كَلَّا) : أي لا ينجيه ذلك من عذاب الله.
ثمّ قال : (إِنَّها لَظى) (١٥) : وهي اسم من أسماء جهنّم. وجهنّم كلّها لظى ، أي : تلظّى ، أي : تأجّج (نَزَّاعَةً) : يعني أكّالة (لِلشَّوى) (١٦). قال الحسن : نزّاعة للهام. وقال مجاهد : نزّاعة لجلود الرأس (١).
وقال بعضهم : تأكل أطرافه ومكارم خلقته (٢).
قال تعالى : (تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ) [عن الإيمان](وَتَوَلَّى) (١٧) [عن طاعة الله] (٣) (وَجَمَعَ فَأَوْعى) (١٨) : أي [وجمع المال] (٤) فأوعاه.
قال تعالى : (إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً) (١٩) : أي ضجورا (إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ) : أي الشدّة (جَزُوعاً) (٢٠) : أي إذا أصابته الشدّة لم يصبر فيها ، ليست له فيها حسبة ، يعني المشرك ،
__________________
(١) في ق وع : «لجلود الناس» ، والصحيح ما أثبتّه ، والتصويب من تفسير الطبريّ ، ج ١٩ ص ٧٧. وقال أبو عبيدة ج ٢ ص ٢٦٩ : «واحدتها شواة ، وهي اليدان والرجلان والرأس من الآدميّين». وقال الفرّاء في المعاني ، ج ٣ ص ١٨٥ : «والشوى : اليدان والرجلان وجلدة الرأس ، يقال لها شواة ، وما كان غير مقتل فهو شوى».
(٢) في ق وع : «مصارم حلقه» وهو خطأ ، صوابه ما أثبتّه. والقول لقتادة ؛ كما في تفسير الطبريّ.
(٣) زيادة من ز ، ورقة ٣٧٣. وقال الفرّاء في المعاني : «تقول للكافر : يا كافر إليّ ؛ يا منافق إليّ ، فتدعو كلّ واحد باسمه».
(٤) زيادة من ز ورقة ٣٧٣.