واحد ، يعني : دينهم واحد وشرائعهم مختلفة. وقال صلىاللهعليهوسلم : أنا أحقّ الناس بعيسى بن مريم ، لأنّه ليس بيني وبينه نبيّ ، وإنّه نازل لا محالة ، فإذا رأيتموه فاعرفوه ، فإنّه رجل مربوع الخلق ، بين ممصّرتين ، سبط الرأس ، كأنّ رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل ، فيدقّ الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويقاتل الناس على الإسلام ، ويهلك الله في زمانه الملل كلّها غير الإسلام ، حتّى تقع الأمانة في الأرض ، حتّى ترتع الأسد مع الإبل ، والنمور مع البقر ، والذئاب مع الغنم ، ويلعب الغلمان بالحيّات ، لا يضرّ بعضهم بعضا (١).
قوله عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (١٠) تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (١١) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) : تفسير الكلبيّ : إنّ هذا جواب لقولهم : لو نعلم أحبّ الأعمال إلى الله وأرضاها عنده لعملنا بها له. فقال تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ ..). إلى آخر الآية ، مع قوله : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ).
ذكروا عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : هل تريدون من ربّكم إلّا أن يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم الجنّة؟ قالوا : حسبنا يا رسول الله ، قال فاغزوا في سبيل الله (٢). ذكروا عن الحسن قال : من كثرت سيّئاته وقلّت حسناته فليجعل دروب الروم من وراء ظهره. ذكروا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : ما جميع أعمال البرّ في الجهاد في سبيل الله إلّا كنفثة رجل ينفثها في بحر لجّيّ ، ألا وإنّ طالب العلم أعظم أجرا (٣).
قال تعالى : (وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (١٢) : ذكروا عن
__________________
(١) انظر الإشارة إليه فيما سلف ج ٢ ، تفسير الآية ٣٣ من سورة التوبة.
(٢) أخرجه يحيى بن سلّام بهذا السند : «المعلى بن هلال عن يزيد بن يزيد بن جابر عن مكحول عن أبي هريرة» كما في مخطوطة ابن سلّام ، القطعة ١٨٠ ، وفي ز ، ورقة ٣٦١. وجاء بعده حديث بالسند التالي : «إبراهيم بن محمّد عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار قال : قال رسول الله : حرّم الله النار على عين دمعت من خشية الله وعلى عين سهرت في سبيل الله» كما في مخطوطة ابن سلّام ، القطعة ١٨٠.
(٣) أخرجه يحيى بن سلّام بالسند التالي : «المعلى عن رجل عن الوضين بن عطاء عن بكار بن سحيم» (كذا) ، وليس فيه الجملة الأخيرة ، ولم أجد الحديث فيما بين يديّ من المصادر والمراجع.