[ابن لهيعة عن أبي الأسود قال : أدركت زمان عثمان بن عفّان وما من المسلمين أحد إلّا وله في مال الله حقّ] (١). قوله : (وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ). ذكروا عن عبد الله بن مسعود أنّه لعن المتفلّجات والمتوشّمات والمتنمّصات المغيّرات خلق الله. فجاءته امرأة من بني أسد فقالت : أنت الذي تقول : لعن الله المتفلّجات والمتوشّمات والمتنمّصات المغيّرات خلق الله؟ فقال : ألا ألعن من لعن رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ وقال بعضهم : قال : يسعني أن ألعن من لعن رسول الله صلىاللهعليهوسلم. فقالت : لقد قرأت ما بين اللوحين فما وجدت هذا فيه (٢). فقال : إن كنت قرأت ما بين اللوحين إنّه لفيه ، أما وجدت : (وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)؟ قالت : بلى. فقالت : والله إنّي رأيت امرأتك تفعله. قال : اذهبي وانظري إليها ، فإن رأيت فيها شيئا من ذلك لم تصحبني. فدخلت فنظرت فلم تر شيئا. ثمّ رجعت فقالت : ما رأيت فيها شيئا من ذلك.
ذكروا عن الحسن قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ألا هل عسى رجل أن يكذّبني وهو متّكئ على حشاياه ، يبلغه الحديث عنّي فيقول : كتاب الله ودعونا من حديث رسول الله(٣).
ذكروا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : لا تقوم الساعة حتّى يرفع العلم. فقال زياد بن لبيد : أيرفع العلم يا رسول الله ونحن نقرأ القرآن إيمانا ولسانا؟ فقال : ثكلتك أمّك يا زيّاد بن لبيد ، قد كنت أعدّك من فقهاء المدينة. أو ليس كتاب الله عند اليهود والنصارى فما أغنى عنهم؟ إنّ ذهاب العلم ذهاب العلماء (٤).
__________________
ـ الراعي وهو بسر وحمير نصيبه منها لم يعرق فيها جبينه». وانظر : أبو يوسف : كتاب الخراج ، ص ٦٧ ـ ٧٢.
(١) زيادة من مخطوطة تفسير ابن سلّام ، قطعة ١٨٠.
(٢) كذا في مخطوطة ابن سلّام ، وفي ق وع : «فما وجدت بأنّه لعنه».
(٣) حديث صحيح أخرجه أبو داود في كتاب السنّة ، باب في لزوم السنّة من حديث المقدام بن معديكرب (رقم ٤٦٠٤) ومن حديث أبي رافع مولى رسول الله صلىاللهعليهوسلم (رقم ٤٦٠٥). وأخرجه ابن ماجه في المقدّمة ، باب تعظيم حديث رسول الله صلىاللهعليهوسلم والتغليظ على من عارضه ، من حديث المقدام بن معديكرب (رقم ١٢) ومن حديث أبي رافع (رقم ١٣). ورواه الشافعيّ بسند صحيح أيضا من حديث أبي رافع مرفوعا ومن حديث محمّد بن المنكدر مرسلا ، انظر : الشافعي : الرسالة ، ص ٩٠ ـ ٩١. وانظر صحيح البخاري ، كتاب التفسير ، باب : (وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ). وانظر فتح الباري ، ج ٨ ص ٦٣٠.
(٤) انظر ما مضى ، ج ١ ، تفسير الآية ٨٠ من سورة آل عمران.