قوله : (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها) قد فسّرنا ذلك في غير هذه الآية.
قوله : (يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً). وقال في آية أخرى : (وَحُلُّوا أَساوِرَ مِنْ فِضَّةٍ) [الإنسان : ٢١].
قوله : (وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ) (٣٣) : ذكروا عن أبي هريرة قال : دار المؤمن من درّة مجوّفة ، في وسطها شجرة تنبت الحلل ، ويأخذ بأصبعيه حلّة منظّمة (١) باللؤلؤ والمرجان.
ذكروا عن عمرو بن ميمون الأوديّ قال : إنّ المرأة من نساء أهل الجنّة من الحور العين ليكون عليها سبعون حلّة ، وإنّه ليرى مخّ ساقها من وراء ذلك كما يبدو الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء.
قوله : (وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ) (٣٤) : وقد فسّرناه قبل هذا الموضع (٢). وقال بعضهم : كانوا في الدنيا محزونين ، كقوله : (إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ) (٢٦) [الطور : ٢٦] أي : خائفين. وقال بعضهم : الموت ، ومنه تحزن القلوب.
قوله : (الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ) (٣٥) : أي إعياء.
ذكروا أنّ رجلا قال : يا رسول الله ، ما راحة أهل الجنّة فيها؟ فقال ، رسول اللهصلىاللهعليهوسلم : سبحان الله! وهل فيها من لغوب ، كلّ أمرها إلى راحة (٣). فأنزل الله هذه الآية : (لا يَمَسُّنا فِيها) أي : في الجنّة ، (نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ).
__________________
(١) جاءت الكلمة هكذا في ع : «مبطّنة» ، وفي سح : «منطّقة» ولها وجه ؛ أي : عليها نطاق ، وأثبتّ ما جاء في ز ، ورقة ٢٨١ : «منظّمة» ، أي : عليها نظم من اللؤلؤ والمرجان.
(٢) انظر ما سلف قريبا ، من هذا الجزء ، تفسير الآية ٣٢ من هذه السورة ، وهو يشير إلى ما ذكر في حديث أبي الدرداء عن الصنف الثالث.
(٣) رواه ابن سلّام بالسند التالي كما جاء في سح ورقة ١٦٩ ـ ١٧٠ : «حدّثنا خالد عن نفيع ، مولى أمّ سلمة ، زوج النبيّ صلىاللهعليهوسلم عن عبد الله بن أبي أوفى أنّ رجلا ...». ولفظه : «مه مه! أوهل فيها من لغوب ، كلّ أمرهم راحة». وأخرجه ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقيّ عن عبد الله بن أبي أوفى كما في الدرّ المنثور ، ج ٥ ص ٢٥٤.