إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير كتاب الله العزيز [ ج ٣ ]

تفسير كتاب الله العزيز [ ج ٣ ]

210/412
*

الرَّحِيمُ) (١٥٩) : وهي مثل الأولى.

قوله : (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ) (١٦٠) : يعني لوطا (إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ) : أي أخوهم في النسب وليس بأخيهم في الدين (أَلا تَتَّقُونَ) (١٦١) : أي ألا تتّقون الله ، يأمرهم أن يتّقوا الله (إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ) (١٦٢) : أي على ما جئتكم به (فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (١٦٣) وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ) : أي إن ثوابي (إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ) (١٦٤).

قوله : (أَتَأْتُونَ الذُّكْرانَ مِنَ الْعالَمِينَ (١٦٥) وَتَذَرُونَ ما خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ) أي أقبال النساء. وهذا على الاستفهام ، أي : قد فعلتم. (بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عادُونَ) (١٦٦). (قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ) (١٦٧) : أي من قريتنا ، أي : نقتلك ونخرجك منها قتيلا. (قالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقالِينَ) : (١٦٨) أي من المبغضين. ثمّ قال : (رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ) (١٦٩) : وأهله أمّته المؤمنون. قال الله : (فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (١٧٠) إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ) (١٧١) : أي غبرت ، أي : بقيت في عذاب الله ، لم ينجها. (ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ) (١٧٢) : أي قوم لوط وامرأته معهم. وكانت منافقة [تظهر للوط الإيمان وهي على الشرك] (١). قوله : (وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً) : قال بعضهم : أمطر الله على قرية قوم لوط حجارة (فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ) (١٧٣) : أي فبئس مطر المنذرين ، أي : أنذرهم لوط فلم يقبلوا فأصاب قريتهم الخسف وأصابت الحجارة من كان خارجا من القرية وأهل السفر منهم ، وأصاب العجوز حجر فقتلها. قال : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٧٤) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) (١٧٥) : وهي مثل الأولى. قوله : (كَذَّبَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ) (١٧٦) : يعني شعيبا. وكان شعيب بعث إلى أمّتين (٢). والأيكة : الغيضة (٣).

__________________

(١) زيادة من سع ورقة ٦٥ و.

(٢) أخرج الطبريّ عن ابن زيد أنّ الله «بعث شعيبا إلى قومه من أهل مدين ، وإلى أهل البادية». وقد ردّ ابن كثير هذا القول ولم يرتضه. انظر تفسير الطبريّ ، ج ١٩ ص ١٠٧. وانظر تفسير ابن كثير ، ج ٥ ص ٢٠٢ حيث يقول : إنّ مدين وأصحاب الأيكة أمّة واحدة. قال : «والصحيح أنّهم أمّة واحدة وصفوا في كلّ مقام بشيء». وانظر ابن الجوزي ، زاد المسير ، ج ٦ ص ١٤١ ، ففيه ذكر لاختلاف المفسّرين في الموضوع. والله أعلم.

(٣) الأيكة أو الغيضة هو ملتفّ الشجر. قال أبو عبيدة في المجاز ، ج ٢ ص ٩٠ : (أَصْحابُ الْأَيْكَةِ) وجمعها ـ