دعاؤه عليهالسلام
في الخشوع والتضرّع
من أدعية الإمام عليهالسلام هذا الدعاء
الجليل ، وفيه جميع صنوف التضرّع والتذلّل أمام الله تعالى ، وهذا نصّه :
اللهمّ
إنّي أحمدك وأنت للحمد أهل على حسن صنعك إليّ وتعطّفك عليّ ، وعلى ما وصلتني به من
نورك ، وتداركتني به من رحمتك ، وأسبغت عليّ من نعمتك ، فقد اصطنعت عندي يا مولاي
ما يحقّ لك به جهدي وشكري لحسن عفوك ، وبلائك القديم عندي ، وتظاهر نعمائك عليّ ،
وتتابع أياديك لديّ ، لم أبلغ إحراز حظّي ، ولا صلاح نفسي ، ولكنّك يا مولاي
بدأتني أوّلا بإحسانك فهديتني لدينك ، وعرّفتني نفسك ، وثبّتّني في اموري كلّها
بالكفاية والصّنع لي ، فصرفت عنّي جهد البلاء ، ومنعت منّي محذور القضاء ، فلست
أذكر منك إلاّ جميلا ، ولم أر منك إلاّ تفضّلا.
يا
إلهي كم من بلاء وجهد صرفته عنّي ، وأريتنيه في غيري ، وكم من نعمة أقررت بها عيني
، وكم من صنيعة شريفة لك عندي.
إلهي
أنت الّذي تجيب عند الاضطرار دعوتي ، وأنت الّذي تنفّس عند الغموم كربتي ، وأنت
الّذي تأخذ لي من الأعداء ظلامتي ، فما وجدتك ، ولا أجدك بعيدا عنّي حين اريدك ،
ولا منقبضا عنّي حين أسألك ، ولا معرضا عنّي