أَمْرِكُمْ مِرْفَقاً) (١٦).
قوله : (وَتَرَى الشَّمْسَ إِذا طَلَعَتْ تَزاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ) : أي تعدل عن كهفهم. وقال بعضهم : تميل عن كهفهم (ذاتَ الْيَمِينِ وَإِذا غَرَبَتْ) : أي غابت (تَقْرِضُهُمْ ذاتَ الشِّمالِ) : أي تتركهم ذات الشمال. وقال الحسن : لا تدخل الشمس كهفهم على كلّ حال.
(وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ) : أي في فضاء من الكهف. وتلك آية. وقال بعضهم : (فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ) أي : في عزلة منه.
(ذلِكَ مِنْ آياتِ اللهِ مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِداً) (١٧).
قال : (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ) : أي مفتّحة أعينهم وهم موتى. (وَنُقَلِّبُهُمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَذاتَ الشِّمالِ) : قال بعضهم : وذلك في رقدتهم الأولى قبل أن يموتوا. وقال بعضهم : لهم في كلّ عام تقليبتان.
(وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ) : أي بفناء الكهف (١). (لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِراراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً) (١٨) : أي لحالهم (٢).
(وَكَذلِكَ) : أي بهيئاتهم (بَعَثْناهُمْ لِيَتَساءَلُوا بَيْنَهُمْ قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ). وكانوا دخلوا الكهف في أوّل النهار. قال : فنظروا فإذا هو قد بقي من الشمس بقيّة ، فقالوا : (أو بعض يوم). ثمّ إنّهم شكّوا ، فردّوا علم ذلك إلى الله ف (قالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِما لَبِثْتُمْ) : يقوله بعضهم لبعض.
__________________
(١) قال أبو عبيدة في المجاز ، ج ١ ص ٣٩٧ : «(بالوصيد) على الباب وبفناء الباب جميعا. لأنّ الباب يوصد ، أي : يغلق ، والجميع وصائد ووصد».
(٢) قال الفرّاء في المعاني ، ج ٢ ص ١٣٧ : «وهذا خوطب به محمّد صلىاللهعليهوسلم».