إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير كتاب الله العزيز [ ج ٢ ]

تفسير كتاب الله العزيز [ ج ٢ ]

440/483
*

(قادِرٌ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ) : يعني البعث. وقال في آية أخرى : (أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ) [سورة يس : ٨١].

وقال : (وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لا رَيْبَ فِيهِ) : أي لا شكّ فيه ، أي : يوم القيامة.

(فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُوراً) (٩٩) : أي بالقيامة.

قوله : (قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي) : يعني مفاتيح الرزق (إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ) : [أي : خشية الفاقة] (١) (وَكانَ الْإِنْسانُ قَتُوراً) (١٠٠) : أي بخيلا يقترّ على نفسه وعلى غيره. يخبر أنّهم بخلاء أشحّاء ، يعني المشركين. وقال بعضهم : (قتورا) أي : مسّيكا (٢).

قوله : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى تِسْعَ آياتٍ بَيِّناتٍ) : يده ، وعصاه ، والطوفان ، والجراد ، والقمّل ، والضفادع ، والدم ، (وَلَقَدْ أَخَذْنا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَراتِ) [الأعراف : ١٣٠].

قوله : (فَسْئَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ إِذْ جاءَهُمْ) : يقول للنبيّ عليه‌السلام : فاسأل بني إسرائيل إذ جاءهم موسى (فَقالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يا مُوسى مَسْحُوراً) (١٠١).

(قالَ لَقَدْ عَلِمْتَ ما أَنْزَلَ هؤُلاءِ) : أي الآيات (إِلَّا رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ بَصائِرَ) : أي حججا. يقول : لقد علمت يا فرعون ، وهذا مقرأ ابن عبّاس والعامّة. وقال ابن عبّاس : مثل قوله : (وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوًّا) [النمل : ١٤].

وقرأه عليّ بن أبي طالب : (لقد علمت) ، موسى يقوله. أي : لقد علمت ما أنزل هؤلاء

__________________

(١) زيادة من سع ، ورقة ١٤ و ، والقول لقتادة كما ذكره ابن سلّام وكما أورده الطبريّ.

(٢) في ق وع ود : «مسكينا» وهو تصحيف ، صوابه ما أثبتّه : «مسّيكا» أي : كثير الإمساك.