مُقْرِنِينَ (١٣) وَإِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ) (١٤) [الزخرف : ١٣ ـ ١٤].
وتفسير الحسن أنّ الله علّمهم يومئذ (بِسْمِ اللهِ مَجْراها وَمُرْساها). يقول : بسم الله تجرى ، وبسم الله ترسى.
وتفسير مجاهد : (بِسْمِ اللهِ مَجْراها وَمُرْساها) قال : بسم الله حين يركبون وحين يجرون وحين يرسون (١).
وقال بعضهم في مصحف أبيّ بن كعب : (وقال اركبوا فيها على بسم الله مجراها ومرساها) وبعضهم يقرأها : (بِسْمِ اللهِ مَجْراها) ، أي المجرى الذي يجري ، (وَمُرْساها) أي المرسى الذي ترسي (٢).
قوله : (وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبالِ وَنادى نُوحٌ ابْنَهُ وَكانَ فِي مَعْزِلٍ يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكافِرِينَ (٤٢) قالَ سَآوِي إِلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْماءِ قالَ لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ) : يعني الذين كانوا في السفينة (وَحالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ) : أي بين ابن نوح وبين الجبل (فَكانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ) (٤٣).
(وَقِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ) : أي ابلعي ما كان عليك (وَيا سَماءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْماءُ) : أي ونقص الماء. غاض فذهب ، أي نشفته الأرض ، وقال بعضهم : (يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ) ، أي : ابلعي ما كان عليك ، (وَيا سَماءُ أَقْلِعِي) أي : أمسكي ، (وَغِيضَ الْماءُ) والغيضوضة (٣) : ذهابه.
__________________
(١) على أنّ الكلمتين اسما زمان.
(٢) على أنّهما مصدر ان ميميّان. وقال محمّد بن أبي زمنين في ز ، ورقة ١٤٦ : «من قرأ (بِسْمِ اللهِ مَجْراها وَمُرْساها) بضمّ الميمين جميعا فمعنى ذلك بسم الله إجراؤها وبسم الله إرساؤها. يقال : جرت السفينة ، أجريتها أنا مجرى وإجراء في معنى واحد ، ورست وأرسيتها مرسى وإرساء». وانظر ابن خالويه : الحجّة ، ص ١٦٢. والزّجّاج ، إعراب القرآن ، ج ٣ ص ٩٥١. وانظر تفسير الطبريّ ، ج ١٥ ص ٣٢٧ ـ ٣٣٠.
(٣) كذا في المخطوطات الأربع : «الغيضوضة» ، ولم أجد هذا المصدر في كتب اللغة ، وإن كان القياس الصرفيّ لا يمنعه. فهو مثل القيلولة ، من قال ، يقيل. وفي تفسير الطبريّ ج ١٥ ص ٣٣٧ : «والغيوض : ذهاب الماء». ـ