وجاء في كتاب «التحقيق» أنّ السربال يعني الثوب الذي يغطّي القسم الأعلى من البدن ، وكلمة «سروال» بمعنى الشيء الذي يغطّي الجزء الأسفل منه ، وأُطلقت لفظة السربال أيضاً على القماش الذي لم يُخط وُيلقى على البدن وعلى الدرع التي تلبس في الحرب.
أمّا «القطران» (ويُلفظ أحياناً قَطْران وأحياناً قِطران) فيعني مادّة سوداء قابلة للاحتراق وتبعث عند احتراقها رائحة كريهة ، وتستخرج هذه المادّة من شجرة تسمّى (أبْهَل) وتُغلى حتّى تصبح صلبة القوام وتطلى بها أبدان الجمال لعلاجها من الجرب فكانوا يعتقدون أنّ هذه المادة تزيل الجرب (١).
وهناك نوع آخر من القطران أيضاً ويستخرج أثناء تقطير الفحم الحجري لإعداد الغاز منه.
ويُفهم من بعض الكتابات أنّ القطران سائل دهني لاصق يُستخرج من الأخشاب التي تفرز الصمغ ومن أشجار أُخرى ، ويُستفاد منها في البيطرة لعلاج الالتهابات (٢).
وعلى أيّة حال يُستفاد من الآية المذكورة أنّ أبدان أهل النّار تُغَطّى بمادة سوداء قابلة للاحتراق بدل الثياب ، وكل شيء فيها على العكس ممّا يتوقعه الإنسان من الثياب ، فهو يتوقع أنّ الثياب زينة ، وتقي الإنسان من مخاطر الحر والبرد ، إلّاأنّ هذه الثياب المخصصة لأهل النّار قبيحة وكريهة المنظر ، وكريهة الرائحة أيضاً. وتحترق في نار جهنّم.
هذا جزاء من كان يتبختر أمام اليتامى والمستضعفين الحُفاة بأفخر أنواع الثياب الموشّاة بالذهب يتفاخرون عليهم فيحرقون قلوبهم ، فهذا نصيب الظلمة والمجرمين من الثياب في يوم القيامة.
* * *
__________________
(١) تفسير الكبير ، ج ١٩ ، ص ١٤٨.
(٢) قاموس فرهنك معين ، كلمة (قطران).