ورى الزند ، ومن قوله : «تورون» الواقعة : ٧١ ، وقوله : فالموريات «قدحا» العاديات : ٢ ، وقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها ؛ هذا مذهب البصريين.
وقال الكوفيون : وزنها : تفعلة ، من : ورى الزند ، أيضا ، فالتاء غير منقلبة عندهم من واو ، أصلها عندهم : تورية ، وهذا قليل فى الكلام ، و «فوعلة» كثير فى الكلام ، فحمله على الأكثر أولى ، وأيضا فإن التاء لم تكثر زيادتها فى الكلام كما كثرت زيادة الواو ثانية.
٧ ـ (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ
وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ
وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ
مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ)
«ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله» : مفعولان من أجلهما.
«والرّاسخون فى العلم» : عطف على «الله» جل ذكره ، فهم يعلمون المتشابه ، ولذلك وصفهم الله بالرسوخ فى العلم ، ولو كانوا جهالا بمعرفة المتشابه ما وصفهم الله بالرسوخ فى العلم.
فأما ما روى عن ابن عباس أنه قرأ : «ويقول الراسخون فى العلم آمنا به» ، فهى قراءة تخالف المصحف ؛ وإن صحت فتأويلها : ما يعلمه إلا الله والراسخون فى العلم يقولون آمنا به ، ثم أظهر الضمير الذي فى «يقولون» ، فقال : ويقول الراسخون. و «الهاء» فى «تأويله» تعود على «المتشابه» ؛ وقيل : تعود على «الكتاب» ، وهو القرآن كله.
١١ ـ (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا)
«كدأب آل فرعون» : الكاف ، فى موضع نصب ، على النعت لمصدر محذوف ؛ تقديره ، عن الفراء :
كفرت العرب كفرا ككفر آل فرعون ؛ وفى هذا القول إيهام للتفرقة بين الصلة والموصول.
١٣ ـ (قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتا فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَأُخْرى كافِرَةٌ
يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشاءُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ)
«فئة» ؛ أي : إحداهما فئة.
«تقاتل». فى موضع النعت ل «فئة» ، ولو خفضت على البدل من «فئتين» لجاز ، وهى قراءة الحسن ومجاهد ، ويكون «أخرى» فى موضع خفض.