البدائية إلّاأنّهما من العلوم التي تُدرس في الجامعات الكبيرة في العالم ويتابع تطورهما الاساتذة والمحققون ، وكما سنلاحظ فإنّ «الروح» و «النفس» هما حقيقتان غير منفصلتين عن بعضهما بل تمثلان حقيقة واحدة لمراحل مختلفة.
وسوف نطلق اسم «النفس» في المجالات التي تتعلق بارتباط الروح بالجسم والتأثيرات المتبادلة كما نطلق اسم «الروح» عند الحديث عن الروح المستقلة عن الجسم.
وقصارى الكلام هو عدم وجود من ينكر امتلاكنا روحاً ونفساً ، فمن هنا علينا أن نحدد دائرة النزاع المحتدم بين «الماديين» و «الميتافيزيقيين».
ولتحديد دائرة النزاع نقول : إنّ العلماء الالهيين والفلاسفة الميتافيزيقيين يرون أنَّ الإنسان بالإضافة إلى امتلاكه لجسم مادي يمتلك جوهراً آخر غير مادّي ، والجسم يتلقى أوامره من ذلك الجوهر بصورة مباشرة.
وبعبارة اخرى إنّ الروح من الحقائق المتعلقة بعالم ما وراء الطبيعة وتختلف عن عالم المادة من ناحية وجودها ونشاطها معاً ورغم ارتباطها الدائم بعالم المادة إلّاأنّها ليست مادة ولا تملك صفات المادة!
والرأي المقابل لهذا هو رأي الماديين حيث يقولون : إنّ كياننا خالٍ من وجود شيء مستقل عن المادّة يسمى بـ «الروح» أو ايّ اسم آخر وما كياننا إلّاهذا الجسم المادّي والآثار الفيزيائية والكيميائية المختصة به فنحن لدينا جهاز نسميه «المخ والأعصاب» وهو ينجز لنا قسماً كبيراً من أعمالنا الحياتية وهذا الجهاز مادّي كسائر أجهزة البدن الاخرى ويخضع في نشاطاته لقوانين المادة.
فالإنسان لديه مثلاً غدد تحت اللسان تسمى «الغدد اللعابية» وهذه الغدد تمارس أفعالاً فيزيائية وكيميائية في آن واحد ، فعندما يدخل الطعام الفم تمارس هذه الغدد نشاطاتها بصورة ذاتية لا إرادية ، وتضخ من الماء الكميّة اللازمة لمضغ الطعام بصورة دقيقة ، فالغذاء الجاف يحصل على ما يكفيه من الماء من هذه الغدد وكذلك الغذاء الرطب ، فكل واحد منهما