بِأَمْرِهِ) ؛ لأن فى هذه السورة تقدم ذكر الرياح وهو قوله : (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ
مُبَشِّراتٍ) بالمطر وإذاقة الرحمة (وَلِتَجْرِيَ
الْفُلْكُ) بالرياح بأمر الله تعالى. ولم يتقدم ذكر البحر.
وفى الجاثية تقدم
ذكر البحر وهو قوله : (اللهُ الَّذِي
سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ) فكنى عنه وقال : (لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ
فِيهِ بِأَمْرِهِ) .
[٣١] س ورة لقمان
* قوله تعالى : (كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها كَأَنَّ فِي
أُذُنَيْهِ وَقْراً) . وفى الجاثية : (كَأَنْ لَمْ
يَسْمَعْها فَبَشِّرْهُ) . زاد فى هذه السورة : (كَأَنَّ فِي
أُذُنَيْهِ وَقْراً).
جل المفسّرين على
أن الآيتين نزلتا فى النضر بن الحارث ، وذلك أنه ذهب إلى فارس فاشترى فيه كتاب «كليلة ودمنة»
وأخبار رستم واسفنديار وأحاديث الأكاسرة ، فجعل يرويها ويحدث بها قريشا ويقول : إن
محمدا يحدثكم بحديث عاد وثمود وأنا أحدثكم بحديث رستم واسفنديار ، ويستملحون حديثه
، ويتركون استماع القرآن ، فأنزل الله هذه الآيات وبالغ فى ذمه لتركه استماع
القرآن فقال : (كَأَنْ لَمْ
يَسْمَعْها كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً) أى : صمما لا يقرع مسامعه صوت.
__________________