النهر .
وكانت أقرب
الولايات العامرة إليها هى ولاية (فارس) ، وعاشت كرمان في عصرها السلجوقى متمتعة
بكيانها كولاية مستقلة ، وإلى ذلك يشير ياقوت الرومى بقوله : «وقد كانت أيام
السلجوقية والملوك القاروتية من أعمر البلاد وأطيبها» .
٢ ـ الفرق الدينية في هذه المنطقة وموقفها من أهل السنة :
الشيعة :
شجعت ميول
البويهيين الشيعية دعاة المذاهب الشيعية على التغلغل في البلدان الإسلامية الواقعة
شرق العراق ، بل وفي العراق نفسه وهو أرض الخلافة. وقد بلغ من هوان الخلافة
العباسية وجرأة الشيعة ، أن أحد أمراء الدولة العقيلية في الموصل وهو (قرواش بن
المقلّد العقيلى) أعلن الخطبة للفاطميين على منابر الموصل والكوفة والمدائن سنة
٤٠١ ه.
وبعد هذا الحادث
بنصف قرن ، قام أحد مماليك بهاء الدولة البويهى ويدعى (البساسيرى) بتدبير مؤامرة
ترمى إلى خلع الخليفة العباسى وإعلان الخطبة في بغداد والولايات الإسلامية للخليفة
الفاطمى ـ وكاتب في هذا الشأن الخليفة الفاطمى المستنصر (٤١١ ـ ٤٨٧ ه) يستأذنه في
الموافقة على ذلك. وكان ممثل داعى الدعاة الإسماعيلية في (فارس) هو : المؤيد في
الدين هبة الله الشيرازى يؤازره في المؤامرة ، وهو من الرجال الذين لهم وزنهم ؛ إذ
كان السلطان البويهى (أبو كاليجا) الذى حكم ما بين (٤٣٥ ـ ٤٤٠ ه) يستعين به لبث
الرعب في قلوب الخلفاء العباسيين.
وكان السلاجقة في
ذلك الوقت قد قويت شوكتهم وتغلّبوا على الغزنويين في خراسان ، وتولى زعيمهم طغرلبك
حكمها.
وتلفت الخليفة
العباسى حوله باحثا عن حاكم مسلم واحد من أنصار أهل السنة كى يستنجد به ليقضى على
المؤامرة الشيعية التى ترمى إلى خلعه فلم يجد سوى السلطان طغرلبك السلجوقى ، فكتب
إليه يطلب منه المبادرة بالحضور إلى بغداد لإنقاذ الخلافة. ورحب طغرلبك بالفرصة ، ودخل بغداد (سنة ٤٤٧ ه). وقضى على
آخر سلطان بويهى
__________________