المدنية
وتشريعات سورة النور والمؤمنين ، وأن جو الآيات ٣٦ الى آخر السورة أقرب الى جو السور المكية ، التي تؤكد على مسائل العقيدة والآخرة .
ولذلك
لا يمكن معرفة مكان نزول السورة من آياتها ، حسب ما ذكروه من خصائص للسور المكية والمدنية ، وضوابط للتمييز بينها .. على أن هذه الخصائص والضوابط غير دقيقة ولا علمية !
وإذا
صح لنا أن نكتفي بها ، فلا بد أن نقول إن القسم الأخير من السورة من قوله تعالى ( فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا
قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ ) الى آخرها ، نزلت أولاً في
مكة ، ثم نزل القسم الأول منها في المدينة ، ووضع في أولها !!
ولكن
ذلك ليس أكثر من ظن ! والطريق الصحيح لتعيين مكيتها أو مدنيتها هو النص ، والنص هنا متعارضٌ سواءً في مصادرنا أو مصادر السنيين ، ولكن المفسرين السنيين رجحوا مكيتها وعدوها في المكي .
ولا
يبعد أن ذلك هو المرحج حسب نصوص مصادرنا أيضاً .
ـ فقد روى القاضي النعمان في
شرح الأخبار ١ / ٢٤١
عن
الإمام الصادق عليهالسلام أنه قال : نزلت والله بمكة
للكافرين بولاية علي عليهالسلام . انتهى .
والظاهر
أن مقصوده عليهالسلام : أنها نزلت في مكة وكان
مقدراً أن يأتي تأويلها في المدينة عند اعتراضهم على إعلان النبي صلىاللهعليهوآله ولاية علي عليهالسلام .
ـ وقال الكليني في الكافي ٥ /
٤٥٠ :
قال : سأل
أبو حنيفة أبا جعفر محمد بن النعمان صاحب الطاق ، فقال له : يا أبا جعفر ما تقول في المتعة ، أتزعم أنها حلال ؟
قال : نعم
.
قال : فما
يمنعك أن تأمر نساءك أن يستمتعن ويكتسبن عليك ؟
فقال
له أبو جعفر : ليس كل الصناعات يرغب فيها ، وإن كانت حلالاً ، وللناس أقدار ومراتب يرفعون أقدارهم . ولكن ما تقول يا أبا حنيفة في النبيذ ، أتزعم أنه حلال ؟